الجمعة، 26 أغسطس 2011

زائر .. من نوع خاص..




فى تلك البلدة الهادئة, على ضفاف البحر المتوسط, وبين أحضان النخيل, استيقظ الأهالى مبكرين عن العادة. ذلك لأن اليوم لم يكن يوماً عادياً, كان يوماً من نوع خاص, فيه تشتت المشاعر ما بين فرح شديد وحزن عميق. فرح لاستقبال ذاك الزائر العزيز, وحزن لوداع آخر لا يقل عنه معزّة فى النفوس.
ذاك اليوم الغريب لم يكن سوى ذاك الإيذان بانتهاء الصيام وبدء الفطر..
كان عيد الفطر المبارك..

كالعادة صوت الوالد يأتينا من الصالة: هيا يا أولاد, استيقظوا, لا يجب أن تفوتكم صلاة العيد, هيا..
أقوم من الفراش وذاك الشعور المشتت ينتابنى, ومن بعيد أسمع صوت والدتى السعيد وهى تهنئ أخوالى وخالاتى بالعيد, وهم دائماً ما ينتظرون منها تلك التهنئة بعد صلاة الفجر مباشرة.
بعد صلاة الفجر, نتبع تلك السنة الكريمة التى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعلها قبل صلاة العيد, ألا وهى تناول بعض التمر, وعادة ما نأكله وتراً..



الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله
الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد


من بعيد, حيث المساجد, سمعنا تلك التكبيرات الرائعة, هيا بسرعة, لقد بدأ التكبير, وعما قريب تحين الصلاة, هكذا نستعجل بعضنا دوماً.
خرجنا جميعاً, أبى وأخى يسبقاننا, ثم أنا وأمى..


الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله
الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد


ما أروع هذه التكبيرات!, أخذت أكررها فى نفسى وأنا فى الطريق إلى المسجد, كان الجو منعشاً؛ فالهواء نقى, والسماء صافية تبدو كما لو أنها تشاركنا فرحتنا بذلك العيد المبارك.
والطريق فى ذلك الوقت المبكر كان رائعاً, حيث ارتصت على جانبيه الأشجار الخضراء, والزهور الجميلة.
كل عوامل الطبيعة هذه اجتمعت لتترك فى نفسى أثراً رائعاً.

وصلنا إلى المسجد, كانت مفاجأة بمعنى الكلمة..
أنا, ولأول مرة فى حياتى أكون أول وافدة على مصلى السيدات, أليس هذا رائعاً؟؟
جلسنا أنا وأمى نكبر, وكذلك فعل أبى وأخى فى مصلى الرجال.


الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله
الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد


ما أروع أن ترتفع هذه التكبيرات فى آن واحد فى كل أنحاء بلدتنا الجميلة, شعور رائع يراودنى, فهذه التكبيرات تعود بى إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة, عندما كانت ترتفع هكذا وأكثر, ذاك الزمن الذى لا أشك مطلقاً فى أنه عائد مرة أخرى..

بدأت السيدات يتوافدن على المصلى, وكالعادة عندنا, فالكل يهنئ بعضه, حتى ولو لم تكن هناك معرفة سابقة, فكانت عبارة ( كل عام وأنتم بخير) تتردد بكثرة على مسامعى...

وبعد قليل, حان الإيذان بالصلاة, حيث أشرقت الشمس فى قبة السماء, معلنة موعد صلاة العيد التى أنتظرها بفارغ الصبر..


الصلاة الجامعة, الصلاة الجامعة أثابكم الله


هكذا ارتفع صوت الإمام ليتردد فى جنبات المسجد, وسرعان ما استجاب الناس وتراصوا, وبدأت الصلاة. التكبيرات السبع فى الركعة الأولى ثم الخمس فى الثانية, وانتهت الصلاة, وبعد الخطبة وتبادل التهانى والتحايا, خرجنا من المسجد قاصدين منزلنا.


جلسنا نتناول بعض الكعك المحلّى والبسكويت مع مشروب الكاكاو الساخن, كان رائعاً..



وبعد وقت
تررن, تررررن


جرس الباب, ها قد بدأت الزيارات التى أفرح بها كثيراً..
قام أبى إلى الباب, فإذا بهم أعمامى جاءوا للتهنئة, وبعد قليل جاءنا بعض الأقارب ايضاً. وهكذا تردد الزائرون علينا..

أبى كان يقص علينا أنه عندما كان صغيراً, كان يزور الأقارب مع جدى, وبمجرد عودتهما إلى البيت كانا يجدان أولئك الأقارب يقرعون الجرس لردّ الزيارة!!
كانت أياماً رائعة, ولكن للأسف ولكثرة المشاغل لم يعد هناك من يفعل ذلك..


وبعد صلاة العشاء


الآن حان الوقت لنزور نحن الأقارب, ارتديت ملابسى الجديدة, والتى كنت أعدها منذ وقت طويل جداً!
وخرجنا.. رائع!
الجو مازال جميلاً, والهواء منعش, والأضواء تنعكس على الطريق فتضفى عليه مزيداً من البهجة والسرور.
طوال الطريق, أبى يهنئ معارفه وأصدقاءه, ثم وصلنا إلى حيث تجتمع العائلة دوماً فى المناسبات. جلسنا معاً نتضاحك ونتبادل التهانى والتحايا. ومرّ الوقت سريعاً للغاية, ليحين موعد العودة.
رجعنا إلى المنزل حيث تناولنا مزيداً من الكعك..
وبعد التسامر قليلاً, ذهب كل منا إلى فراشه استعداداً لليوم الجديد.. فنحن لم ننه ما يتوجب علينا فعله بعد..
ومازال أمامنا الكثير والكثير..


الاثنين، 22 أغسطس 2011

ومن يحب صعود الجبال...


خبر أسعدنى جداً...

فى ذاك اليوم حين قام المصريون بعمل المظاهرات احتجاجاً على تعدى إسرائيل على حدودنا..

استطاع أحدهم أن يصعد على سطع السفارة الإسرائيلية،، فيرفع العلم الإسرائيلى ويضع ذاك الذى تعالت الهتافات عند رؤيته ...

العلم المصرى...

يقال أنه هو نفسه الذى تمكن أثناء الثورة من الصعود على أحد الأعمدة والتلويح بالعلم المصرى كما لو كان واقفاً على الأرض!!

وعن تجربته تلك يقول:

( كنت أنتظر فترة تبديل ورديات الحراسة،، وانتهزت انشغال رجال الأمن وتمكنت من الصعود إلى المبنى المجاور،، وعندما وصلت إلى سطحه انتقلت إلى  سطح السفارة عن طريق الأعمدة والمواسير...

حينها كانت اللحظة الأصعب،، اكتشف وجودى رجال الأمن،، وأخذوا يطالبوننى بالنزول باستخدام مكبرات الصوت...

بينما صاح الشباب فى الأسفل يشجعوننى على الاستمرار ،، بالطبع اخترت الاستمرار،، حتى وصلت أخيراً إلى سطح السفارة...

وحين أحببت وضع العلم المصرى بدلاً من الإسرائيلى،، شعرت بأن توازنى يكاد يختل،، وراودنى خوف عجيب..

ولكننى ما لبثت أن ذكرت شهداءنا الأبرار،، والدماء الطاهرة التى جرت على أرض مصر،، حينها امتلأت شجاعة..

وكان ما كان ،، والحمد لله)

صحيح،، ومن يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر مع العظماء...

بسرعة البرق..

لا أدرى كيف حدث هذا..

منذ وقت قليل كنا نحتفل بطلّة هلال رمضان الكريم..

وبدأ الكل يستعد لشراء حاجيات رمضان من الياميش والكنافة والقطائف..

والكل كبيراً كان أم صغيراً كان يشعر بلذة طاغية، وفرحة عارمة...

ربما لتلك الروحانيات الجميلة التى تميز هذا الشهر الفضيل...

والآن،، هانحن نستعد كما استعدينا من قبل...

ولكن لحدث آخر...

أنه سينتهى هذا الشهر الفضيل...

لتعود الأيام على سابق عهدها...

ولكننى دوماً أقول...

الحمد لله أن جعل عيدنا فى رمضان،، وكذلك بعد رمضان،، حتى نتعزى بذاك العيد الجميل عن انتهاء هذا الشهر الكريم...

كل عام وأنتم جميعاً بخير وصحة وسعادة..

ولمصر دوام الرخاء وعظيم الريادة إن شاء الله...

الأحد، 21 أغسطس 2011

عندما...

عندما أستيقظ فى الصباح...

أشعر بشعور غريب...

دوماً أقول بأنه مادامت الشمس تغيب،، ثم تعود للشروق...

ومادام البحر ينحسر،،، ثم يعود للانتشار...

ومادام القمر يختفى ثم يظهر...

فلابد أنه فى يوم ما،، سوف تعود أحلامنا..

مع الطيور المهاجرة...

ستعود...

وحدتنا،، واتفاقنا...

سيعود فخرنا بعروبتا واعتزازنا...

ستعود حضارة باهينا بها الرائح والغاد...

فقط لأنه عندما..

يغيب كل ما هو جميل،،، يغيب...

لأنه يحضر لنا مفاجأة رائعة...

عندما يظهر من جديد...

كيف؟؟؟

منذ زمن بعيد..

وكل دولة لها حدودها الخاصة..

ولها حرمتها وهيبتها...

وليس لأى دولة أن تدخل أرضها أو تطوف فى سمائها إلا بإذن...

وظلت تلك القوانين متبعة حتى الآن..

فكيف بمنتهى البساطة،، يهجم إسرائيليون على حدودنا،، ويقتلون من أبناء بلدنا أربعة؟؟

هكذا ثم يرحلون؟؟؟

تساؤل غريب...

وشعور أغرب،، أن يحدث هذا أمام أعيننا..

دونما رد فعل يرضينا،، وينتقم لأولئك الشهداء..

ومنذ ذلك الوقت...

والتساؤل يواتينى...

كيف حدث هذا بمنتهى البساطة؟؟

كيف؟؟

كيف؟؟؟