السبت، 18 أغسطس 2012

فلتكتبى إذاً أيتها الأقلام..

ليس للحزن بعد اليوم مكان..

وإن كان..

ألسنا نحن أفضل المخلوقات على الأرض؟؟

فلنثبت أننا كذلك..

وما يكون هذا بإضاعة العمر فى الحزن..

فلتسجلى أيتها الأوراق..

ابتسامة كبياضك تحت ضوء النجوم..

لن تنمحى، وإن زادت العقبات..

وتمثل المستحيل فى كل الخطوات..

(((رثاء على روح شهداء مجزرة رفح ..)))

آه لتلك الأقلام..

إنها تأبى الكتابة..

حين تقترب من سطور بيضاء..

تتمثل لها دماء الشهداء..

قانية حمراء..

فى أطراف الصحراء..

أما آن لهذا أن ينتهى؟؟

ألا رحمة الله عليهم..

ولا حول ولا قوة إلا بالله..


أيتها السحب الصغيرة...

هلا أخبرتِنى بمرأى أناس يتصارعون؟؟

هلا وصفتِ لى كيف يكونون؟؟

أبشرٌ هم أم من الوحوش؟؟؟

أترانا إن صرنا غيرنا فنظرنا حالنا هل نتغير إلى الأفضل يوماً؟؟
مالى يا قلم أرى مسحة الحزن، وسواد الكآبة، وقتامة الألم..؟؟

دع ذلك يا قلم..

فما الحياة إلا أمواج عاتية،،

لا يشعر بلذة ارتقائها إلا من عانى..

هل يوماً رأيت غصناً يبكى لفقدان وريقاته؟؟

هذه هى المعاناة..

فمن تراه يطيقها؟؟
ما تغرب الشمس،، إلا لتشرق..

وما تتبخر المياه،، إلا لتمطر..

وما يشقى المرء،، إلا ليهنأّ!!
ليتهم يدركون يوماً معنى الصداقة الحقة..

ليتهم يوماً يعرفون..

من يضرون بتلك الألاعيب الغريبة القاسية..
ترى؟؟

هل النسيان نعمة؟؟

لقد انطلقت الأقلام تجوب الأرجاء أن النسيان نعمة،، وأن من لا ينسى لن يستطيع المواصلة..

فما العمل إذاً..

لمن غاب عنه ذاك؟؟

لمن رأى أمراً واستحال عليه إقصاؤه من ذاكرته؟؟

لمن جُرحت يوماً كرامته،، وصمم على الانتقام؟؟

ما العمل,,

لمن نسى النسيان؟؟
أيها التاريخ،، سجل..

يوماً مجيداً فى حياتنا..

بل قضينا حياتنا كلها بانتظاره..

الأحد الرابع والعشرون من رمضان ، الثانى عشر من أغسطس...

يوم أن بدأت الثورة المصرية حقاً فى التطهير..

أيتها الحرية أقبلى...

فقد انتظرناكِ طويلاً..
أما آن الأوان؟؟

لقد مللنا الفرقة..

مللنا الانهزام..

لقد كرهنا العزلة..

وكرهنا الانقسام..

ألم يحن الوقت بعد؟؟

ألن نرى قط وطننا دولة واحدة..

حيث لا حدود ولا خطوط..

حيث لا صومالى ولا سودانى..

ولا قطرى ولا أردنى..

ولا،، ولا...

عربى،، وكفى..

أم ترانى أحلم؟؟

وماذا إن كنتُ أحلم؟؟

أولم تتحق أكثر الأحلام؟؟

ربما قد يتحقق حلمنا يوماً..

ربما..
أيتها السعادة..

لن أسمح لكِ أن تبتعدى من جديد..

قد مكثتُ طويلاً ابحث عنكِ..

أفتش فى كل مكان...

تهب علىّ عواصف الحزن..

فأتدثر برداء الأمل..

وأواصل البحث..

وأظننى وجدتكِ...

فى حرية وطنى..

فى نهضة بلادى..

فى التخلص من طاغية ظالم...

ومن نظام فاسد..

ترى،، من أسعد منا الآن؟؟
أيا قلم..

قد ذكرت طويلاً ملامح الألم..

وعرفت كثيراً مواطن الحزن..

وقد آن الأوان..

أن تذكر السعادة..

أن تسطر الفرح..

أن تجد الجمال..

ألا نراه فى وريقات الزهور..

وعلى أجنحة الفراشات..

وفى وجه القمر الباسم ليلة التمّ..

وعلى صفحة النيل الهادئ فى أمسيات بلادنا الحلوة..

ألا نبصره فى أيام رمضان..

وليالى العائلات,,

وفطور الصائمين القانعين..

ألا ما أبهره من جمال..

نقى كحبات الألماس فى ضىّ النجوم..

لا،،

بل هو كالنجوم ذاتها..

وقد يفوق..
وتستمر الحياة..

أتخيلها سقيمة لكثرة الآلام والأحزان..

لكن ها هى تثبت العكس..

قوية قادرة على امتصاص الحزن، وتحمل الألم،،

وربما بث البسمة فى بعض الاحيان...
أحبها حباً ملك شغاف القلب..

أتحدث بها، ولها، وعنها..

أتخيلها فى كل خطوة...

وفى كل نظرة إلى وجه البدر الباسم..

أراها فى كل جمال..

وفى كل رقة..

أسمعها فى زقزقة العصافير..

وشدو الكروان...

بلادى..

ما أعذبكِ..!