السبت، 2 يوليو 2011

هل يعقل..؟؟؟

جلست وحيدة على شاطئ البحر القريب، أنظر إلى الموج وهو يداعب رمال الشاطئ البيضاء الجميلة..

كانت أمواج البحر تتحرك فى هدوء مسالم، كأنما بطبيعتها أدركت أنه لا يجمل بها أن تعكر الهدوء الرائق السائد فى المكان..

نظرت إلى تلك الأمواج ، ما أكثر ما تعبث بما فيها من قواقع ورمال، تماماً كما تعبث الحياة بمن فيها من بشر !!!

تنهدت فى سكون، وأنا أطلق بصرى ليجوب أرجاء المكان، محاولة أن استشف ما يدور وراء تلك الأمواج الجارية..

والتى يبدو أنها تخفى وراءها عالماً آخر، مختلف تماماً عن عالمنا الذى نعرفه..

ومن بعيد، خلف الأمواج اللازوردية..

بدأ قرص الشمس يعتلى صفحة السماء الصافية..

امتدت الأشعة الذهبية تداعب السحب المتناثرة هنا وهناك..

حينها، انطلقت الطيور من أعشاشها، مترنمة بذاك الصباح البهيج..

ما أجمل تلك الطبيعة الساحرة!!

لكأنى بى حين أتأمل فيها، أجد همومى وقد انزاحت..

وأحزانى وقد تبعثرت..

فلم يبق فى نفسى سوى صفاء ممتع،، تماماً كما السماء الرائعة..

فهل يعقل أن تتجه أيدى بعض الناس إلى تدميرها وتخريبها؟؟

ألا يرون أنها أثمن شئ فى الوجود..

إن لم تكن هى الوجود؟؟

واعجبى!!

حقاً.. قد عادت  براقش..

بعد مرور آلاف السنين..

لتجنى على نفسها من جديد!!

الخميس، 30 يونيو 2011

يوماً ما..

انطلق الصغير من بيته الكائن عند أطراف المدينة..

تلك المدينة التى عانت الكثير من ذاك الحصار الجائر..

حمل معه حقيبته الصغيرة، وسار بها خفيفاً نشيطاً..

لم يكن كما الجميع ينظر أمامه..

بل كان ينظر دوماً إلى الطريق الممتد، والمترامى على مرمى البصر..

ثم ما يلبث أن ينحنى قليلاً ليلتقط شيئاً صغيراً من على الأرض..

ثم يرفعه إلى عينيه ويبتسم فى رضا..

ولم يكن ذاك الشئ الصغير سوى رصاصة فارغة..

إذاً، فالصغير يجمع رصاصات فارغة !!!..

سار بهدوء، ينظر بين ركام الحجارة..

و أطلال المنازل المهدمة..

وهو يحمل تلك الحقيبة على ظهره..

لم يبد عليه الملل أو السأم..

بل كان بمرور الوقت، يزداد عزماً وتصميماً..

يظل طوال الوقت يجمع تلك الرصاصات المتناثرة هنا وهناك..

ثم يعود آخر اليوم، فيحفظها فى قبو المنزل..

امتدت يد تربت على كتفه الصغير..

التفت بخوف وفزع، ثم ما لبث أن ظهرت على وجهه ابتسامة جميلة..

( عدىّ، جميل أن أراك هنا،، ماذا فى الأمر؟؟)..

ابتسم صديقه الكبير وهو يقول: ( لا شئ، ماذا تفعل هنا؟)..

فتح الصغير حقيبته، وهو يريها لصديقه الذى انتشرت الدهشة على ملامح وجهه وهو يتساءل: ( رصاصات فارغة؟؟)

اكتست ملامح الصغير بالجد والوقار..

وامتلأت عيناه بالدموع وهو يقول: ( يوماً ما، سأملأها من جديد، وأردها أقوى وأشد على أولئك الذين سلبونا الأهل والأرض،،
يوماً ما، سأنتقم لنفسى ولأهلى، ولأرضى)..

ثم تنهد وهو يردد: ( سأفعل ذلك، يوماً ما.)..

الأربعاء، 29 يونيو 2011

قيل لى: لا تتدخل فى السياسة!!

ما هى السياسة؟؟

إن إدارة السيدة لشئون بيتها سياسة..

وتولى الواجبات فى العمل سياسة..

وإدارة المدارس والمنشآت سياسة..

البعض يقول: لا أعرف السياسة، فقط أريد دواء لنفسى، أو كساء لولدى، أو غذاء لأسرتى..

أليس واضحاً أنه إذا صلحت السياسة صلح حال البلد كله بما فيه تلك الخدمات؟؟

أليس جلياً أن السياسة هى فى كل ما فى يحيط بنا؟؟

فلم إذاً تلك الرهبة الهائلة التى أحاطت بذلك الاسم؟؟

هل يستحقون؟؟

لشد ما أعجب لما أراه اليوم حولى..
يناضل شعب نضالاً مريراً، ضد نظام فاسد.
فينال حرية وكرامة ظل لسنوات طوال يحلم بهما ويطمح إليهما..
فما إن نالهما، وانهزم الفساد، حتى ظهرت خفافيش الظلام من أعداء الكرامة والحرية، فأخذت تدمر وتخرب..

فهل هؤلاء يستحقون حرية ضحى لأجلها الكثيرون؟؟
هل يستحقون؟؟

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

وسيلة الغاية..

( الغاية تبرر الوسيلة)..

يا له من مثل تناقله الكثيرون دون وعى..

إذاً إن أحببت أن أكون عظيماً..

فما أسهل أن أكون وضيعاً خائناً ، أحقق آمالى على بقايا أحلام الآخرين!!.

رؤية العين..

ضحكة حملت كل معانى الحزن والألم.. تلك التى صدرت عنها، وهى جالسة تسترجع ماضيها البعيد..

تذكر صديقاتها اللاتى تركنها..

ورؤساءها الذين طردوها من العمل..

لمجرد أنها فقدت البصر..

ألا يدركون، ألا يعرفون أن فى القلب بصيرة أقوى من رؤية العين؟؟

ما أعجبهم من بشر!!!

الاثنين، 27 يونيو 2011

لا أستطيع..

لا، لا، لا، لا..

لا يمكننى،، لا أستطيع..

وأطاح بأقلامه وأوراقه بعيداً..

وهو يضع رأسه بين كفيه، كأنما ليخفيها عن العالم..

وأخذ يتنفس بصعوبة، وهو يحاول أن يخفى حزنه الهائل، وغضبه العظيم..

سمع من بعيد همس يأتيه..

كأنما من أغوار نفسه السحيقة المترامية..

( نعم،، أنت لا تستطيع،، ولكن، لا تستطيع ماذا؟؟

هناك من يقول: لا أستطيع فعل هذا أبداً،، لأنه فى داخله يشعر بفشله، حتى وإن حالفه النجاح..

وهناك من يقول: لا أستطيع،، لا أستطيع أن أدع الظروف تهزمنى،، سأقابلها أنا بما لدى..

بعقلى، وعلمى، وعملى ،وجدى..

فأىّ الناس أنت؟؟)

رفع رأسه بهدوء،، وأشرق وجهه بابتسامة مشرقة..

وهو يجمع ما تناثر هنا وهناك من أوراق وأقلام..

وجلس إلى مكتبه يعيد التنظيم..

نعم، لا أستطيع، تلك الظروف لن تهزمنى..

وإلا فلم العقل فى رأسى؟؟..

لماذا...؟؟

بكى بصمت وحرقة...

واندفعت عبراته تسيل..



وتنهد فى سكون، وهو ينظر هنا وهناك..

متى لى أن أخرج من هنا؟؟ وأجال النظر، وهو من وقت لآخر يمحو عبراته المتدافعة التى تحيل نفسه إلى جحيم من الحزن والبكاء...

متى لى أن أخرج من هنا؟؟ سؤال تردد فى عقله دوماً، وطالما فكر فيه ما شاء له الوقت أن يفكر،، دونما جواب شاف، يريح قلبه الحزين..

لم أفعل أبداً سوى ما يحب، لم أرتكب فى حقه خطأ، فلم يحبسنى هنا بعيداً عن نور الحياة؟؟

ولم يملك أن اندفع فى البكاء من جديد،، وشعر بنفسه تنسحب مع كل عبرة تذرف..

نور يدخل، وهواء يندفع، كأنما ليجفف فيض دموعه الغزيرة..

أحلم هو أم حقيقة؟؟

هناك من يفتح هذا المكان الموحش، ما أروع نسيم الحياة الذى يهب مداعباً!!

نظر من بين عبراته المتساقطة، تجاه النور الذى غمر المكان..

فوجد من كان يتوقعه يبتسم له فى فرح، ويقول:

( عذراً قلمى الحبيب، قد تخليت عنك؛ لأنطلق فى حياة لم أذق لها طعماً بدونك..

فلنعد معاً من جديد، وحين أنطلق فى الحياة مرة أخرى،، ستكون أنت أول من يأتى معى )..

الأحد، 26 يونيو 2011

خيال أم حقيقة..

خراب ودمار،، دماء وأشلاء،، هذا هو كل ما يحيط بى فى هذه البقعة النائية المقفرة..
يا لهول هذا المنظر الفظيع..
دماء هنا وهناك، وبقايا منازل مهدمة،، وثياب محترقة..
ماذا حدث هنا؟؟ واين أنا؟؟

ظللت أسير واسير،، إلى أين؟؟
لم أكن أدرى..
كنت فحسب أريد الهروب من هذا الجحيم البشع، لم أجد أثراً لأى كائن حى..
ما هذا المكان؟؟ أهو مدينة للأشباح؟؟ ربما..
ضحكت من هذا الخاطر.. حقاً، شر البلية ما يضحك..

أنا لا أدرى أخيال هذا أم حقيقة؟؟
جل ما أدريه أننى ظللت أسير وأسير..
هناك،، ألمح شيئاً يتنفس،، أخيراً وجدت شيئاً يحيا فى هذا المكان..،، ذهبت مسرعة صوب ذاك الشئ..
حمامة بيضاء وديعة، ولكن ما هذا؟؟ إنها مصابة بجرح بالغ، وتتنفس بصعوبة..
دثرتها بمنديلى، وحملتها بين يدىّ..
فنظرت إلى كأنما لتشكرنى، ثم ما لبثت أنفاسها الضعيفة أن ضاعت، وسط بحور من الدهشة العميقة والحزن الأليم الذى ينتابنى..
أى وحش قد يفعل هذا؟؟

وللمرة الألف، سألت نفسى بحيرة: أين أنا؟؟
وما من جواب..
وأجلت بصرى فى المكان، وهناك، فوق ربوة صغيرة، وجدت بقايا علم محترق..
دلنى على ماهية هذه الأرض..
ويا لها من أرض غالية مباركة..

حينها أدركت شيئاً واحداً..

أن هذا ليس خيالاً؛ فلا خيال بمثل هذه البشاعة..