الخميس، 30 يونيو 2011

يوماً ما..

انطلق الصغير من بيته الكائن عند أطراف المدينة..

تلك المدينة التى عانت الكثير من ذاك الحصار الجائر..

حمل معه حقيبته الصغيرة، وسار بها خفيفاً نشيطاً..

لم يكن كما الجميع ينظر أمامه..

بل كان ينظر دوماً إلى الطريق الممتد، والمترامى على مرمى البصر..

ثم ما يلبث أن ينحنى قليلاً ليلتقط شيئاً صغيراً من على الأرض..

ثم يرفعه إلى عينيه ويبتسم فى رضا..

ولم يكن ذاك الشئ الصغير سوى رصاصة فارغة..

إذاً، فالصغير يجمع رصاصات فارغة !!!..

سار بهدوء، ينظر بين ركام الحجارة..

و أطلال المنازل المهدمة..

وهو يحمل تلك الحقيبة على ظهره..

لم يبد عليه الملل أو السأم..

بل كان بمرور الوقت، يزداد عزماً وتصميماً..

يظل طوال الوقت يجمع تلك الرصاصات المتناثرة هنا وهناك..

ثم يعود آخر اليوم، فيحفظها فى قبو المنزل..

امتدت يد تربت على كتفه الصغير..

التفت بخوف وفزع، ثم ما لبث أن ظهرت على وجهه ابتسامة جميلة..

( عدىّ، جميل أن أراك هنا،، ماذا فى الأمر؟؟)..

ابتسم صديقه الكبير وهو يقول: ( لا شئ، ماذا تفعل هنا؟)..

فتح الصغير حقيبته، وهو يريها لصديقه الذى انتشرت الدهشة على ملامح وجهه وهو يتساءل: ( رصاصات فارغة؟؟)

اكتست ملامح الصغير بالجد والوقار..

وامتلأت عيناه بالدموع وهو يقول: ( يوماً ما، سأملأها من جديد، وأردها أقوى وأشد على أولئك الذين سلبونا الأهل والأرض،،
يوماً ما، سأنتقم لنفسى ولأهلى، ولأرضى)..

ثم تنهد وهو يردد: ( سأفعل ذلك، يوماً ما.)..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق