الاثنين، 28 نوفمبر 2011

يا ما فى السجن...

بينما كنت جالسة أستمع لأغنية الشيخ إمام الشهيرة ( يا مصر قومى)

تذكرت أنه كثيرا ما كان حبيس السجن ظلما،، وكذلك الفاجومى،، والكثيرون من المخلصين..

الذين وقفوا فى وجه ذاك النظام الفاسد فى تلك الأيام..

حينها تذكرت ذاك المثل الشائع ( يا ما فى السجن مظاليم)

شعرت بشعور غريب...

لأننى تيقنت أنه ولأول مرة يكون المثل خاص بزمن واحد لا يتعداه لغيره..

فما يتيقن منه الكل..

أن عصرنا القادم إن شاء الله سيكون مشرقا بالعدل..

منيرا بالديمقراطية..

مزدهرا بأبناء مصر الشجعان المخلصين..

ولن يكون فى السجن بعد الآن،، سوى من يستحق حقا أن يسجن..

أخيرا..

(يا ما فى السجن مظاليم)

نقول لك وداعا..

ومرحبا بعدل يسود الأرجاء..

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

إلى متى.؟؟؟

التاريخ يعيد نفسه..

كثيرا ما قرأت تلك العبارة..

ولشد ما صدقت..

حين نرى حكاما تثور عليهم شعوبهم...

فيتذرعون بحجج واهية..

ويتلفظون بتعليلات غريبة..

وكأنما عقول الشعب لن تدرك غرابتها وسذاجتها..

وحين يذهب أولئك الحكام،، ويأتى غيرهم..

تبقى لديهم تلك الاستراتيجية..

فكل التغير حينها يكون..

تغير الوجه دونما الفكر..

إلى متى يعتقدون أنه بحيلهم تلك سينطلون على عقول الشعوب.؟؟

إلى متى؟؟

سيظل سؤالا يتردد..

مادام فى القلب نفس يتردد..

وفى العقل نور يتجول...

الخميس، 24 نوفمبر 2011

نظرة،،إلى هناك..

جلست تدعو الله أن ينصرهم..

أن يعينهم، ويثبتهم...

أن يقويهم على الحق، ويهديهم إلى الصواب..

كيف لا؟؟

وهم هناك،، فى ميدان العزة والكرامة..

لا يطلبون سوى ما يستحقونه وتستحقه بلدهم الرائعة...

حينها،، رأت مصرنا كما يجب أن تكون..

رأت زعماءها أشرافا، لا هم لهم إلا بلدهم..

رأت كل الدول تخشاها وتتودد إليها..

رأت موقفها من الصهاينة واضحاً محدداً..

تماما كما موقفها من الظالمين الخونة..

رأتها جميلة نظيفة...

رأت كل من فيها يخاف على أخيه أكثر من نفسه...

رأت كل من له موهبة صارت لديه الفرصة لاستغلالها..

رأت الرشوة والظلم والمحسوبية والغلاء وتطاول البعض على حقوق غيرهم وكأنها كانت غبار، نفضته مصر عن ثوبها فعاد جديدا بهيا..

رأت عملة مصر وقد صارت الأقوى..

ببساطة،، رأت مصر كما كانت دوما، وكما يجب أن تكون..

الأفضل، والأروع والأجمل..

حينها لشد ما فرحت..

لأنها توقن أعظم اليقين..

أن البلد التى لها من الأبناء مثل أولئك الأبطال..

لن يكون مصيرها إلا الأفضل دوما...

المصريون..



خلال تلك الأيام العظيمة...

التى فيها تقوم تلك المظاهرات الرائعة..

لأجل المطالبة بحقوقنا المشروعة..

اكتشفت الكثير من المميزات التى تميز بها ذاك الشعب الجميل...

لعل أولها هو تحديد الهدف، والتصميم عليه..

ولو كان فى ذلك التصميم فقدان الحياة نفسها..

وكم أسعدتنى تلك الابتكارات الرائعة البسيطة التى ابتكرها الشباب لحماية أنفسهم ضد أسلحة الشرطة الجائرة..

إنها لتدل بصدق على تلك العقلية المميزة التى يتمتع بها أبناء مصر...

وأروع ما عرفت...

مدى حب المصريين لبلدهم..

إنهم أثبتوا أنهم على استعداد لأى شئ، لأجل أن تحتل مصر مكانتها التى تستحق..

فيما مضى كنت أظن أن الشباب المصرى لو أتيحت له فرصة الهجرة خارجا إلى الأبد، لفعل..

ولكن لحسن الحظ قد ثبت خطأ ظنى...

ما أروع ذاك الشعب العظيم...

ومن منا الآن لا يفخر بانتمائه إليه؟؟

اذهب...




كانت تحبه أكثر من أى شئ..

وكيف لا؟؟

وهو ابنها الوحيد..

لم يبق لها سواه بعد وفاة والده، وكان حينها فى الخامسة عشرة..

ظلت تعمل عشر سنوات متتالية حتى وصلت به إلى بر الأمان..

ولكنها كانت تشعر بأنه لن يكون آمنا إلا إذا رأت بلدنا الحرية والديمقراطية..

وتحررت من ذاك الظلم الجاثم منذ عقود..

فما إن اندلعت شرارة الثورة، حتى كانت من أوائل المشجعين لها..

وحين اندلعت موجتها الثانية،،

لم يكن منها إلا أن قالت لابنها الوحيد..

لنور عينيها الفريد..

((( اذهب،، واعلم يا بنى، أن لحظة فى سبيل الوطن خير من الدنيا وما فيها،،

واننى استودعتك عند الله، وآمل أن ألقاك فى جنة الرحمن..

ألا اذهب، ولا تعد إلا بهدفك، أو محمولا على الأعناق)))

هؤلاء ومثلهم هم الذين يقول عنهم الظالمون أنهم خونة وعملاء ولهم أهداف خارجية...

ألا إن للبشر عقولا...

ألا فليميزوا بين الغث من القول والثمين...

والنصر للثوار الأحرار..

والحرية لمصر العزيزة...



الأحد، 20 نوفمبر 2011

إليها...



ما عاد باليد حيلة...

مع ما نراه فى بلدنا الحبيبة...

رفض القلم أن يكتب إلا عنها...

تلك النعمة العظيمة...

تلك الجوهرة الرائعة فى مفرق الشرق...

كيف يتسنى لهم فعل هذا بها؟؟

أيظنون أنهم بهذا يسكتون صوت الشعب العظيم؟؟

ألا  ساء ما يحكمون...

لأن ذاك الشعب ببساطة انطلق من القمقم ورفض العودة،، لأنه أراد التغيير، وأراد البناء...

بلى...

لقد ثارت الجموع،،

ولن يسكتها سوى تحقيق مطالبها المشروعة...

أما والله قد علمنا شعب مصر الأقوى، والأروع رغم بعض سلبياته...

ولهذا أثق بالله أولا وأخيرا...

ثم بهذا الشعب الرائع الذى يسطر الآن نمط حياتنا القادمة...

وإليها...

إلى بلدى الحبيبة أقول...

(( لا تتركيهم يخبروك بأننى *** متمرد خان الأمانة أو سها..

لا تتركيهم يخبروك بأننى *** أصبحت شيئا تافها وموجها..

فأنا ابن بطنك وابن بطنك *** من أراد ومن أقال ومن أقر ومن نهى..))

حفظك الله يا مصر...

السبت، 19 نوفمبر 2011

ولكن لماذا؟؟؟

سار الفتى سعيدا بجانب صديقه الحميم...

وكعادتهما كل أصيل أن يتجها معا إلى شاطئ البحر القريب...

فيلعبان ويضحكان ويتسابقان...

ويرقبان بشوق ذاك القرص الجميل فى جانب السماء...

وفى ذاك اليوم،،

اتجها كما العادة إلى مكانهما المحبوب...

ولكن بدا على الصديق ضيقا غريبا وحزنا أليما..

ولحظ صديقه ذلك..

وحين سأله عن السبب..

كانت تلك الإجابة الغريبة...

(( أنت أخى،، وصديقى،، وأفضل من عرفت بعد أمى وأبى،،

لكن،، لن نظل أصدقاء)))

فهتف الصديق وقد تملكت الصدمة مشاعره فعجز عن التعبير

(( لكن لماذا؟؟؟ ))

فلم يتمكن صديقه من الإجابة..

وبقى السؤال فى ذهنه معلقا إلى يومه هذا ...

يفكر فيه كل يوم، وكل ليلة..

(( لماذا ما حدث؟؟))

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

حلم...

ترى..

هل الحلم ضرب من ضروب الخيال؟؟

أم هو إغراق بعيدا عن كل ما هو مادى،،

والانطلاق فى معنويات الحياة،، فقط للتخلص من همومها ومتاعبها؟؟

أم هو ببساطة أمل ظللنا نتمسك به طويلا طويلا،،

لأننا نرجو يوما أن نحققه؟؟؟

أم هو ضرورة من ضروريات الحياة؟؟

وسمة اساسية من سمات بنى الإنسان؟؟؟

لا أعرف...

جل ما أدريه..

أن تلك الأحلام كثيرا ما تكون وهجا رائعا..

ينير دروب الظلمة...

فيعطى للحياة معنى آخر...

كثيرا ما افتقدناه،، ونفتقده...

الخميس، 17 نوفمبر 2011

لطالما اعتاده...

لطالما كان ناجحاً دوماً..

كثيرا ما كان الأول..

فى أى مجال دخله...

كان الأبرع..

كان الأفضل...

كان الاختيار الأمثل بالنسبة لقادته ورؤسائه...

ترى...

هكذا جلس يفكر قبل أن يأوى إلى الفراش...

هل النجاح المتواصل يفقد الإنسان لذة الشعور بذاك النجاح؟؟

هل أن ينجح الإنسان دوما نعمة أم نقمة؟؟

هل لابد لى من الهزيمة؟؟

وكيف سيكون رد فعلى حيالها؟؟؟

قالها،، وابتسم...

لأنه ذكر والده يوما حين قال له:

أى بنى،، لا يكون لك أن تنعم بلذة النجاح..

دون أن تشقى بألم الفشل...

فليكن ذاك الألم طريقك إلى تلك اللذة..

حينها لم يفهم ما عناه أبوه الحكيم...

ولكن لشد ما صدق...!!

وهنا،،

أطبق عينيه على تلك الذكرى الجميلة..

كأنما ليستعيدها مرارا وتكرارا...

لأنها صدقاً...

قد ارضت ذاك التساؤل الذى طالما راوده...

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

ما أجمله...




الكثيرون منا يحبون المطر..

يسعدون بالسير تحته،، كأنما ليغسل عنهم آلامهم وأحزانهم..

تلك النعمة الرائعة...

ما أروع أن ينزل من تلك السحب البيضاء الجميلة..

فينساب برقة وهدوء على أوراق الشجر، وريش العصفور..

وعلى جسد البشر،، وروح الإنسان..

فيملأ الكون لمعانا وبريقا..

كثيرا ما تطفئه أفاعيل البشر،، وأكاذيب بنى الإنسان...

تلك القطرات البسيطة الهادئة..

تلك الماسات النادرة..

نعم،، نادرة..

فأى ماسة تضفى على الكون كله ذاك البريق الجميل؟؟

وأى ماسة يمكن للغنى والفقير امتلاكها على حد سواء؟؟

ألا حقا وصدقاً..

ما أروعه، ما أكثر بهاءه..!!

ببساطة..

ما أجمله !!!

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

عبثاً...




جلس وحيدا فى مقعده الوثير..

وإلى جانبه تبعثرت أوراق مطوية...

واوراق صفراء يبدو عليها أثر الزمن البعيد...

تماما كما يبدو على وجهه الحزين..

جلس يسترجع ماضيه البعيد...

وجلس يتأمل كما لو كان ماثلا أمامه..

كيف أنه لم يرفض يوماً مساعدة محتاج..

لم يصد يوماً سائلاً عن بابه..

لم يعبس أبداً فى وجه أحد..

كان دائم البشر والتفاؤل...

وكان كثيرا ما يمد يد العون لكل إنسان..

ولكن،،

كيف لم يذكروا له صنائعه،،

كيف تركوه فى أزمته تلك؟؟

كيف طاوعتهم قلوبهم أن يصدوا أبوابهم عنه وهو الذى طالما فتح لهم أبوابه؟؟

عبثاً ما فعل..

لشد ما يندم على ذلك...

ولكن ما هذا؟؟


هكذا خاطب نفسه..

إن كنت فعلت خيرا، فهذا لنفسى أنا..

وليس لهم..

فأنا قطعا لن أغير أخلاقى لأجلهم..

وهنا أشرق وجهه من جديد..

نعم،، قطعا لم يضع ما فعل عبثاً...

ابتسمت...




ابتسمت الفتاة..

هى قد اختارت ما أحبته،، اختارت ما ظنت أنها سوف تبدع فيه..

كان الكل يعارضها،، وكانت تدرى أن صعوبات هائلة ستقابلها،، ولكنها صممت على قرارها،،

لأنها ببساطة كانت واثقة..

من أنه لن يعرف إمكاناتها إلا هى..

ولن يحدد مهاراتها سواها..

ولن يعيش مستقبلها غيرها..

فلم تدع الآخرين يحكمون عليها بما لا تقبله، ولا ترضاه..

ولا حتى تتخيله لنفسها..

وهنا،، وقفت صامدة،، وقاومت حتى أثبتت للكل أنها محقة..

وأن اختيارها لنفسها هو الأفضل..

وللمرة الألف..

فى وجه الصعوبات..

ابتمست...

السبت، 12 نوفمبر 2011

هى،، وهى..




هى، وهى..

فتاتان صغيرتان فى مقتبل العمر..



ربطت بينهما أواصر الجيرة،، وروابط الصداقة المتينة..

كانتا تخرجان معاً،، تلعبان معاً، تضحكان معاً..

تكمل كل منهما حديث الأخرى..

حين ينظر إليهما الرائى،، يرى فيهما جمال البراءة..

وعفوية الطفولة..

وروعة الصداقة..

كم هو رائع أن يجد الإنسان صديقه!!

وأن تكون تلك الصداقة سامية عن النفاق..

صداقة يراها الإنسان فيرقى معها إلى أبعد مراحل السمو الإنسانى..

صداقة ترتفع بأصحابها إلى عالم مثالى رائع..

قلما نجد الآن شبيهاً له..

عالم، سماؤه الصدق..

وهواؤه الصداقة..

وماؤه المحبة والوئام..

وروحه السعادة..

لله درها من فضيلة !!!

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

لأنها..




أحياناً،، تتراكم الأحزان فى دواخل النفوس..

وتمتلئ العيون ببللورات الدموع الحزينة..

التى تتأرجح ما بين النزول للتعبير عن ألم صاحبها،، والرجوع للتعبير عن خجله من ذاك الألم..

حينها تظهر هى..

لتمتص قدرا كبيرا من ذاك الألم الهائل والحزن الكظيم..

الكتابة...

فهى للبعض الأنيس الوحيد..

والرفيق الذى به يسعدون وإليه يلجأون..

لأنها ببساطة..

تعبير عن ما فى النفوس، بدون منغصات الحياة اليومية..

تعبير بسيط،، بدون نفاق أو كذب أو خيانة...

لأنها ببساطة..

حياة الحياة...

الخميس، 10 نوفمبر 2011

يالها...!!!




غريبة للغاية تلك الأيام...

أيام فى القرن الحادى والعشرين...


وقد صار فيها الاعتماد الأكبر على القوة والعدد !!

تماما كما منذ عشرين قرن مضى !!!

غريب أن يعيش الإنسان وسط كل ذلك الخضم الهائل من التكنولوجيا والتقنيات المتطورة...

ومع ذلك يؤمن ويعيش بقانون البقاء للأقوى...

وبفكرة صراع الغابات !!!

يالها من حياة!!!

تلك التى جمعت كل تلك المتناقضات...

التقدم والتخلف..

الكذب والصدق...

الأمانة والخيانة..

الوفاء والغدر...

كم هائل لم ولن تستطيع الأقلام أن تحصيه...

ترى،، أتلك الحياة ينقصها الكثير؟؟

أم هى مثالية بتلك المتناقضات..

لأنه ببساطة : بضدها تعرف الأشياء؟؟؟

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

عندما كانت الثقة...

كانت واثقة تمام الثقة مما اختارت....

كانت موقنة أنها ستكون الأفضل فى ذاك المجال..

رغم اعتراض الجميع، ودهشة الكثيرين...

ولكنها قررت،، وابتسمت،، وأيقنت أنها محقة..

حين بدأت معالم القرار تتضح،، ظهرت من الصعوبات ما فاق خيالها..

يكفى أن إحدى تلك الصعوبات كانت نظرة غريبة لمجتمع أغرب...

حينها بدأت ثقتها تتناقص..

هى لا تدرى إن كان ما لديها ثقة، أم عناد ورغبة فى إثبات أنها لم تخطئ..

هى موقنة أنها لم تخطئ،، فلم تدافع عن نفسها؟؟؟

يكفى فقط أنها قد وضعته هدفا أمامها...

أنها لم ولن تتراجع حتى تثبت للكل أنها كانت محقة...

وأنها رغم معارضة الكل،،، ظلت واثقة...

عندما كانت الثقة فى دواخلها محل شك!!..

الخميس، 15 سبتمبر 2011

المدرسة!!




قد تحدث الكثير من الناس عن المدرسة..

وعن عظيم أهميتها للفرد والمجتمع..

حتى لقد بلغ بشاعر النيل الشهير أن قال:

الأم مدرسة...

أى أنه أوضح فضل الأم بتشبيهه بفضل المدرسة!!

فياله من دور عظيم ذاك الذى تؤديه تلك المنشأة الهامة، والتى هى عصب الحياة فى كل أمة...

و الآن ،، وعلى حد التعبير، قد شارف الوقت الجميل على الانتهاء...

وإنما الإيذان هو بداية الدراسة...

ترى... لم يكره الجميع الدراسة؟؟؟

أغلب الظن لأنهم لم يتخذوا الدراسة وتحصيل العلم سوى كمعبر للوصول إلى ما يريدون من مجد وشهرة...

ولو كان العلم يدرس لذاته لكانت الفرحة باستقبال المدارس لا تضاهيها فرحة..

فهل يا ترى قد أصبت فى ذلك؟؟

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

لا أدرى....

 لست أدرى...

أهو شعور مألوف ذاك الملل الرهيب...

وذاك الكم الهائل من الألم والحزن والغضب؟؟

أم هو شعور يتفرد به من تلقى صدمة هائلة عجز معها عن المواجهة، أو حتى التماسك؟؟؟

تساؤل جد غريب،، أعلم..

ولكن، هو تساؤل، وتبقى إجابته معلقة بعيداً لا أدرى إن كنت سأبلغها أم لا...

الجمعة، 26 أغسطس 2011

زائر .. من نوع خاص..




فى تلك البلدة الهادئة, على ضفاف البحر المتوسط, وبين أحضان النخيل, استيقظ الأهالى مبكرين عن العادة. ذلك لأن اليوم لم يكن يوماً عادياً, كان يوماً من نوع خاص, فيه تشتت المشاعر ما بين فرح شديد وحزن عميق. فرح لاستقبال ذاك الزائر العزيز, وحزن لوداع آخر لا يقل عنه معزّة فى النفوس.
ذاك اليوم الغريب لم يكن سوى ذاك الإيذان بانتهاء الصيام وبدء الفطر..
كان عيد الفطر المبارك..

كالعادة صوت الوالد يأتينا من الصالة: هيا يا أولاد, استيقظوا, لا يجب أن تفوتكم صلاة العيد, هيا..
أقوم من الفراش وذاك الشعور المشتت ينتابنى, ومن بعيد أسمع صوت والدتى السعيد وهى تهنئ أخوالى وخالاتى بالعيد, وهم دائماً ما ينتظرون منها تلك التهنئة بعد صلاة الفجر مباشرة.
بعد صلاة الفجر, نتبع تلك السنة الكريمة التى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعلها قبل صلاة العيد, ألا وهى تناول بعض التمر, وعادة ما نأكله وتراً..



الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله
الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد


من بعيد, حيث المساجد, سمعنا تلك التكبيرات الرائعة, هيا بسرعة, لقد بدأ التكبير, وعما قريب تحين الصلاة, هكذا نستعجل بعضنا دوماً.
خرجنا جميعاً, أبى وأخى يسبقاننا, ثم أنا وأمى..


الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله
الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد


ما أروع هذه التكبيرات!, أخذت أكررها فى نفسى وأنا فى الطريق إلى المسجد, كان الجو منعشاً؛ فالهواء نقى, والسماء صافية تبدو كما لو أنها تشاركنا فرحتنا بذلك العيد المبارك.
والطريق فى ذلك الوقت المبكر كان رائعاً, حيث ارتصت على جانبيه الأشجار الخضراء, والزهور الجميلة.
كل عوامل الطبيعة هذه اجتمعت لتترك فى نفسى أثراً رائعاً.

وصلنا إلى المسجد, كانت مفاجأة بمعنى الكلمة..
أنا, ولأول مرة فى حياتى أكون أول وافدة على مصلى السيدات, أليس هذا رائعاً؟؟
جلسنا أنا وأمى نكبر, وكذلك فعل أبى وأخى فى مصلى الرجال.


الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله
الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد


ما أروع أن ترتفع هذه التكبيرات فى آن واحد فى كل أنحاء بلدتنا الجميلة, شعور رائع يراودنى, فهذه التكبيرات تعود بى إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة, عندما كانت ترتفع هكذا وأكثر, ذاك الزمن الذى لا أشك مطلقاً فى أنه عائد مرة أخرى..

بدأت السيدات يتوافدن على المصلى, وكالعادة عندنا, فالكل يهنئ بعضه, حتى ولو لم تكن هناك معرفة سابقة, فكانت عبارة ( كل عام وأنتم بخير) تتردد بكثرة على مسامعى...

وبعد قليل, حان الإيذان بالصلاة, حيث أشرقت الشمس فى قبة السماء, معلنة موعد صلاة العيد التى أنتظرها بفارغ الصبر..


الصلاة الجامعة, الصلاة الجامعة أثابكم الله


هكذا ارتفع صوت الإمام ليتردد فى جنبات المسجد, وسرعان ما استجاب الناس وتراصوا, وبدأت الصلاة. التكبيرات السبع فى الركعة الأولى ثم الخمس فى الثانية, وانتهت الصلاة, وبعد الخطبة وتبادل التهانى والتحايا, خرجنا من المسجد قاصدين منزلنا.


جلسنا نتناول بعض الكعك المحلّى والبسكويت مع مشروب الكاكاو الساخن, كان رائعاً..



وبعد وقت
تررن, تررررن


جرس الباب, ها قد بدأت الزيارات التى أفرح بها كثيراً..
قام أبى إلى الباب, فإذا بهم أعمامى جاءوا للتهنئة, وبعد قليل جاءنا بعض الأقارب ايضاً. وهكذا تردد الزائرون علينا..

أبى كان يقص علينا أنه عندما كان صغيراً, كان يزور الأقارب مع جدى, وبمجرد عودتهما إلى البيت كانا يجدان أولئك الأقارب يقرعون الجرس لردّ الزيارة!!
كانت أياماً رائعة, ولكن للأسف ولكثرة المشاغل لم يعد هناك من يفعل ذلك..


وبعد صلاة العشاء


الآن حان الوقت لنزور نحن الأقارب, ارتديت ملابسى الجديدة, والتى كنت أعدها منذ وقت طويل جداً!
وخرجنا.. رائع!
الجو مازال جميلاً, والهواء منعش, والأضواء تنعكس على الطريق فتضفى عليه مزيداً من البهجة والسرور.
طوال الطريق, أبى يهنئ معارفه وأصدقاءه, ثم وصلنا إلى حيث تجتمع العائلة دوماً فى المناسبات. جلسنا معاً نتضاحك ونتبادل التهانى والتحايا. ومرّ الوقت سريعاً للغاية, ليحين موعد العودة.
رجعنا إلى المنزل حيث تناولنا مزيداً من الكعك..
وبعد التسامر قليلاً, ذهب كل منا إلى فراشه استعداداً لليوم الجديد.. فنحن لم ننه ما يتوجب علينا فعله بعد..
ومازال أمامنا الكثير والكثير..


الاثنين، 22 أغسطس 2011

ومن يحب صعود الجبال...


خبر أسعدنى جداً...

فى ذاك اليوم حين قام المصريون بعمل المظاهرات احتجاجاً على تعدى إسرائيل على حدودنا..

استطاع أحدهم أن يصعد على سطع السفارة الإسرائيلية،، فيرفع العلم الإسرائيلى ويضع ذاك الذى تعالت الهتافات عند رؤيته ...

العلم المصرى...

يقال أنه هو نفسه الذى تمكن أثناء الثورة من الصعود على أحد الأعمدة والتلويح بالعلم المصرى كما لو كان واقفاً على الأرض!!

وعن تجربته تلك يقول:

( كنت أنتظر فترة تبديل ورديات الحراسة،، وانتهزت انشغال رجال الأمن وتمكنت من الصعود إلى المبنى المجاور،، وعندما وصلت إلى سطحه انتقلت إلى  سطح السفارة عن طريق الأعمدة والمواسير...

حينها كانت اللحظة الأصعب،، اكتشف وجودى رجال الأمن،، وأخذوا يطالبوننى بالنزول باستخدام مكبرات الصوت...

بينما صاح الشباب فى الأسفل يشجعوننى على الاستمرار ،، بالطبع اخترت الاستمرار،، حتى وصلت أخيراً إلى سطح السفارة...

وحين أحببت وضع العلم المصرى بدلاً من الإسرائيلى،، شعرت بأن توازنى يكاد يختل،، وراودنى خوف عجيب..

ولكننى ما لبثت أن ذكرت شهداءنا الأبرار،، والدماء الطاهرة التى جرت على أرض مصر،، حينها امتلأت شجاعة..

وكان ما كان ،، والحمد لله)

صحيح،، ومن يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر مع العظماء...

بسرعة البرق..

لا أدرى كيف حدث هذا..

منذ وقت قليل كنا نحتفل بطلّة هلال رمضان الكريم..

وبدأ الكل يستعد لشراء حاجيات رمضان من الياميش والكنافة والقطائف..

والكل كبيراً كان أم صغيراً كان يشعر بلذة طاغية، وفرحة عارمة...

ربما لتلك الروحانيات الجميلة التى تميز هذا الشهر الفضيل...

والآن،، هانحن نستعد كما استعدينا من قبل...

ولكن لحدث آخر...

أنه سينتهى هذا الشهر الفضيل...

لتعود الأيام على سابق عهدها...

ولكننى دوماً أقول...

الحمد لله أن جعل عيدنا فى رمضان،، وكذلك بعد رمضان،، حتى نتعزى بذاك العيد الجميل عن انتهاء هذا الشهر الكريم...

كل عام وأنتم جميعاً بخير وصحة وسعادة..

ولمصر دوام الرخاء وعظيم الريادة إن شاء الله...

الأحد، 21 أغسطس 2011

عندما...

عندما أستيقظ فى الصباح...

أشعر بشعور غريب...

دوماً أقول بأنه مادامت الشمس تغيب،، ثم تعود للشروق...

ومادام البحر ينحسر،،، ثم يعود للانتشار...

ومادام القمر يختفى ثم يظهر...

فلابد أنه فى يوم ما،، سوف تعود أحلامنا..

مع الطيور المهاجرة...

ستعود...

وحدتنا،، واتفاقنا...

سيعود فخرنا بعروبتا واعتزازنا...

ستعود حضارة باهينا بها الرائح والغاد...

فقط لأنه عندما..

يغيب كل ما هو جميل،،، يغيب...

لأنه يحضر لنا مفاجأة رائعة...

عندما يظهر من جديد...

كيف؟؟؟

منذ زمن بعيد..

وكل دولة لها حدودها الخاصة..

ولها حرمتها وهيبتها...

وليس لأى دولة أن تدخل أرضها أو تطوف فى سمائها إلا بإذن...

وظلت تلك القوانين متبعة حتى الآن..

فكيف بمنتهى البساطة،، يهجم إسرائيليون على حدودنا،، ويقتلون من أبناء بلدنا أربعة؟؟

هكذا ثم يرحلون؟؟؟

تساؤل غريب...

وشعور أغرب،، أن يحدث هذا أمام أعيننا..

دونما رد فعل يرضينا،، وينتقم لأولئك الشهداء..

ومنذ ذلك الوقت...

والتساؤل يواتينى...

كيف حدث هذا بمنتهى البساطة؟؟

كيف؟؟

كيف؟؟؟

السبت، 20 أغسطس 2011

اجتماع..

فى ليلة رائعة من ليالى شهر رمضان الكريم..

وبينما اعتلى القمر الجميل صفحة السماء الصافية...

كان موعدنا فى اجتماع عائلى جميل...

نادراً ما كان يقوم نظراً لانشغال الجميع...

إلا أن الجميع فى ذلك اليوم قد تفرغوا لحضور هذا الاجتماع..

كم يكون الكل سعيداً...

هو كنز لا يقدر بثمن حين يكون لدى المرء عائلة يفخر بها...

عائلة تجتمع دوماً على الخير،، وفى شهر الخير...

حين نجتمع،، نتناقش فى كل القضايا...

فى السياسة والاقتصاد..

فى الفن والأدب ...

فى الدين والدنيا...

فى كل شئ...

اجتماع له مذاق خاص..

حين يكون كل فرد من العائلة موجوداً...

حين تزداد روابط القرابة والأخوة...

عندما يكون ذاك الاجتماع الرائع...

الخميس، 18 أغسطس 2011

ربما....

ربما فى يوم من الأيام...

ينعدم الحقد والألم...

ربما يضيع البغض بين دروب المحبة...

وربما يتوه العنف فى دواخل التسامح..

ربما يخطئ أحدهم فى حق الآخر...

فما يكون الرد إلا..

لا عليك،، سعدت بك وبلقائك...

ربما تختفى السخرية والكبر،، وتفسحان المجال للاحترام والتواضع...

ربما...

وربما هى مجرد أمنيات...

لن يسمح العالم لها بالظهور...

ولن تكون إلا..

فى طيات النسيان !!!

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

على ذاك المنوال..

أحياناً يشعر المرء بشعور غريب..

أن ليس لحياته أدنى معنى..

أنه فقط يستيقظ من نومه،، فيمارس نفس الأعمال...

يستيقظ،، فيرتدى ملابسه، فيفطر،، فينطلق إلى عمله ،، فيعود منه من جديد..

لينام ويستيقظ !!!

كما لو كان آلة،، تدرى ما تفعله،، فتقوم به...

عجيب...


أحياناً أتساءل،،، هل الحياة على نفس المنوال تستهوى ذاك الشخص لذلك فهو يبقى عليها؟؟

أم أنه من الخوف بحيث يعجز حتى عن استكشاف طرق جديدة للحياة؟؟

أم هو يشعر بأنه مجرد كائن يعيش على نفس الروتين دونما أدنى تغيير،، وإن حدث التغيير كان بمثابة خلل فى حياته ؟؟!!

أم أنه حقاً قد أراد التغيير..

ولكن لم يستطع التوصل إليه..

فاكتفى بالنظر إليه من بعيد..

كما ينظر السائر إلى نجوم السماء؟؟؟

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

خلوة...

أحياناً أحب أن أنفرد بنفسى..

أن أجلس معها،، فأخاطبها وتخاطبنى...

أن أحاسبها عما فعلت... وتحاسبنى...

أحياناً أظننى غريبة،، حين أجلس مع نفسى فأكلمها...

وأحياناً أظن أننى قد أحسنت صنعاً...

يراودنى دوماً تساؤل...

ترى،، هل هى مجرد خلوة مع نفسى؟؟؟

أم هو انعزال عن العالم؟؟؟

وهل لهذا فائدة فى دنيا اليوم ذات الطابع الغريب؟؟؟

سؤال يبقى معلقاً فى عقلى ،، يدور ويدور..

دونما جواب شاف...

الاثنين، 15 أغسطس 2011

دنيا...

شئ صعب جداً...

أن يتعرف إنسان على آخر...

وتربط بينهما أواصر صداقة متينة..

صداقة لا تنفك عروتها مع الزمن...

أحياناً تفاجئهما الحياة بإحدى ألاعيبها الغريبة...

فتفرق بينهما...

لكنهما يتغلبان دوماً على تلك المصاعب...

ودوماً يتقابلان كما كثيراً ما كانا يفعلان...

ثم تأتى الخدعة الأخيرة...

أن يخطف الموت أحدهما....

فيبقى الآخر وحيداً فى الدنيا...

تضيق عليه على رحابتها...

تنقضى عنه لحظات السعادة...

ويعيش أبداً يذكر من كان يوماً ما...

يملأ عليه الحياة بهجة وسروراً...

*********************************************

إلى تلك التى وافتها المنية وهى مازالت فى ريعان الشباب...

أدعو الله لها أن يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح الجنات...

وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان...

ويبقى القلب يدمى والعين تحزن...

مادامت الذكرى كامنة فى الفؤاد...

وإنا لله وإنا إليه راجعون...

الأحد، 14 أغسطس 2011

لقاء...

كادت أن تطير من السعادة..

كانت تشعر بأن كل الابتسام الموجود فى الدنيا لا يكفيها...

كانت فى قمة السعادة..

لا لا لا...

بل قمة السعادة شئ بسيط بجانب ما تشعر به..

كان شعورها أروع من أن يكون رائعاً..

أسمى من أن يكون سامياً...

مزيج عجيب من الشوق والفرح والتلهف...

خرجت مسرعة من بيتها...

منطلقة فى طريقها...

وهى بين الفينة والأخرى ..

تلقى نظرة متلهفة على ساعتها..

لم لا تحرك هذه العقارب ساكناً؟؟؟

وأخيراً وصلت إلى المكان...

ووقفت تنتظر...

تذكرت ما قالته لها رفيقة عمرها..

وصديقة دربها..

انتظرينى فى مكاننا المفضل، فى تمام الرابعة...

هى لم ترها منذ وقت بعيييييييييييد...

حين اضطرت صديقتها إلى السفر مع أهلها خارجاً...

كانتا أختين،، ولو كانت هناك علاقة أقوى لكانت علاقتهما...

كانتا لا تكادان تفترقان...

كل واحدة كانت تشعر بأنها لن تكتمل إلا بوجود صديقتها...

رائعة تلك الصداقة...

تلك التى تملأ الحياة بهجة وهناءة...

تلك التى تنير الدرب، وتسعد القلب...

تلك التى لا يضاهيها أغلى كنز...

تلك الكلمة المميزة الرقيقة..

الصـــــــــــــداقة...

السبت، 13 أغسطس 2011

رحل..

أخذ يلملم أوراقه وأقلامه..

وبجانبه بدت حقيبة أخرى كبيرة..

وقد بدا أنها جهزت من قبل...

كان بين الفينة والأخرى، يمسح عبراته بيديه..

فقط ليتمكن من الرؤية...

وهو يجمع كل ما تبقى له من حطام الدنيا..

يجمع كل مقتنياته فى هاتين الحقيبتين..

ليترك البيت الذى نشأ فيه..

الذى عاش فيه أجمل أيام طفولته وصباه..

ذاك البيت الذى شهد لعبه مع إخوته..

إخــــــــــــــــوته...

تذكر الآن ما فعلوه...

أن تركوه وحيداً يواجه ذاك المصير ...

لكنه سرعان ما أبعد تلك الذكرى عن ناظريه..

فلكم فكر فيها وقضى فى تأملها أياماً وليالى...

لكن لا بأس..

لا بأس...

سيعود من جديد،، إلى بيته الحبيب..

سيعود ليثبت للجميع..

أنه قادر على التحدى..

أنه قادر على مواجهة الصعاب..

أنه قادر على...

الحيـــــــــــاة...

الجمعة، 12 أغسطس 2011

مع الهواية...



مع الهواية المفضلة للمرء..

يشعر بأنه فى عالم آخر..

عالم بعيد بعيد...

صعب على غيره العيش فيه أو حتى تخيله..

مع الهواية..

يشعر الإنسان بنفسه تحلق بين جوانب تلك الهواية المحبوبة..

تحلق بعيداً عن كل شئ مادى..

لتصل إلى مكان رائع، فريد..

مكان من صنع الخيال..

وما أجمل ما يصنع الخيال!!

روح جميلة تسرى بين الجوانح..

بسمة محببة ترتسم على الشفاه..

لمجرد ممارسة هواية أحبها، أو لعبة اعتادها...

تعيد إلى النفس بهاءها ورونقها...

تنقيها مما علق بها فى عالم الماديات الجامدة...

تنتقل معه إلى بعد آخر..

بعد غريب، بلمسة محببة..

بعد يكتشف فيه كل يوم جديد..

بعد فى رحاب الهواية...


افعل، وثق...

البعض منا ينتابه هذا الشعور..

الشعور بأنه رغم جده واجتهاده مقصر...

أنه لن ينال ما يتمنى..

رغم بذله جل أو كل ما استطاع..

لقد قيل لى ذات مرة...

( افعلى ما عليك، وثقى بما عند الله)

لشد ما أسعدتنى هذه العبارة...

نعم، ما أروع أن أفعل ما أقدر عليه...

وأثق بأنه لن يحدث لى سوى ما يسعدنى..

لن يحدث لى إلى ما أرجوه وأتمناه..

وإن حدث ما لم أتوقع..

فدوماً يكون أفضل مما توقعت...

فافعل وثق...

ما أروعها من جملة صغيرة المبنى، عظيمة المعنى.!!..

وما أجمل العمل بها!!

تساؤل...

فى مراحل التعليم فى مصر..

لابد أن يمر الجميع بمرحلة عجيبة..

ألا وهى الثانوية العامة...

عجيبة لما لها من هيبة فى نفوس الطلاب..

عجيبة لما لها من طقوس خاصة وتقاليد معينة..

فمن كان طالب ثانوية عامة..

فلن ينعم بنوم هانئ ولا براحة إلا إذا انتهت السنة..

سيكون نومه تقصير..

وراحته إهمال..

لماذا؟؟

هى هامة،، نعم..

فعليها يترتب مستقبل بأكمله..

ولكن قطعاً لن يتحقق المستقبل المرجو بكل هذه الصعوبات التى تكتنف هاتين السنتين..

لا أعنى الامتناع عن المذاكرة، ولكن أعنى الاستمرار على نفس المنوال...

الاستمرار على نفس النهج والطريقة،،

تلك الطريقة التى اتبعها الطالب منذ بداية دراسته...

هى سنة كأى سنة..

فلم رهبة هائلة وخوف عظيم يكتنفانها؟؟

حلــــــــم...

تمددت  على سريرها الجميل..

الكائن فى ركن الحجرة الصغيرة..

أغمضت عينيها بعد طول عمل واجتهاد..

رأت نفسها تطير بعيداً بعيداً..

أبعد من الشمس والنجوم..

رأت نفسها فى مكان رائع..

أشرق فيه نور مبهر..

ولمعت فيه رمال الشاطئ اللؤلؤية..

وجدت هناك أناساً بسطاء..

سعداء رغم بساطتهم الشديدة..

وجدت الكل يعاون بعضه..

وجدت الصغير يداً بيد مع الكبير...

وجدت النساء يساعدن الرجال..

وجدت الإخاء والتآلف كأنما قد ظللا المكان بظلال من سعادة وجمال..

رأت شيئاً يميزهم جميعاً...

كانوا جميعاً ..

بلا استثناء...

يبتسمون...

يبتسمون إذا أنجزوا عملاً..

يبتسمون إذا شرعوا فى عمل..

يبتسمون حين يخلدون للنوم...

فابتسمت معهم...

وتمنت لو أن ذاك الحلم الرائع لا ينتهى أبداً..

ولكن ما لبثت جحافل اليقظة أن هاجمتها بلا هوادة..

ساحبة إياها من عالم البسمة الجميل..

إلى عالم نادراً ما رأت فيه أحدهم يضحك..

أو حتى،، يبتسم...

الخميس، 11 أغسطس 2011

كى أكون مصرية (2)..

" لا صمت بعد اليوم يفرض خوفه *** فاكتب سلاماً نيل مصر وأهلها"

لكم هزنى هذا البيت..

نعم، أن سلاماً لك يا مصر...

أن سلاماً لأهل سكنوا فى رحابك..

أن سلاماً لكل من وطئت قدمه أرضك الطاهرة الجميلة..

لهو شئ جد أتمناه..

لكى أكون مصرية..

فلن يعقد الصمت لسانى أبداً..

لن أسير وراء مخاوفى،، متعللة بأنه حسن التفكير والتروى..

كلا وألف كلا..

سأكون لساناً للحق..

سأكون سيفاً بتاراً يخشاه كل فاسد ظالم..

سأكون بحق..

مصــــــــــــــــــــــــرية...

كى أكون مصرية .(1)..

قديماً..

كنت كثيراً ما أشعر بقليل من الأسى..

فقط لأننى مصرية...

والآن أشعر كم أخطئت..

فى حق نفسى أن حرمتها التمتع بمصريتها...

وفى حق بلدى أن حزنت لأننى أنتمى إليها...

بعد ثورة هائلة..

كانت كما المطر أن أحيا أرضاً جدباء يئست يوماً ما من حياتها..

أفخر بمصريتى..

أعلن للعالم كله..

مصرية أنا.. وأفتخر..

مصرية أنا.. ورغم حقد من حقد..

عذراً إخواننا ....

يا له من شئ محزن مؤسف...

أن نرى إخوة لنا..

بشر مثلنا..

مسلمون تماماً مثلنا..

يموتون جوعاً ولا نحرك ساكناً..

بل على العكس...

يشترى البعض الطعام بكميات هائلة..

ويلقون أكثره طعاماً لحيواناتهم الأليفة..

أليس إخوتنا أحق ببعض الطعام؟؟؟

يموتون جوعاً؟؟

إننى لا أكاد استوعب ما يحدث..

أرجو أن يكون حلماً وإن كان مزعجاً...

فالحلم المزعج سأفيق منه..

عاجلاً كان أم آجلاً...

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

غابة الحياة..

انطلقت تجرى ضاحكة..

فى سباقها السريع مع الزمن..

إذ ليس لديها الكثير من الوقت لتقضيه فى المرح واللعب..

لتسترجع به ذكريات ماضيها السعيد..

وفيما هى منطلقة، إذا بغابة كثيفة رغم صغرها تواجهها..

توقفت تلتقط أنفاسها...

وهى تتساءل.. ترى أأقتحم الغابة وأكمل اللعب؟؟

أم أقف خارجها بلا فائدة؟؟

ثم ما لبثت أن ضحكت ملء شدقيها..

ذكرت حياة اقتحمتها..

ذكرت صديقة قالت لها إن الحياة لعبة، فأحسنى لعبها...

فقالت فى نفسها...

ترى هل الحياة حقاً كتلك الغابة إما أن أدخلها بقوة لأكمل اللعب ..

أم هى فحسب حياة تمضى ويمضى معها الكثير؟؟

لمحت من فوقها أسراب الطيور عائدة..

فاستدارت على عقبيها راجعة إلى منزلها الصغير..

وبقى السؤال معلقاً فى عنان السماء..

((ترى هل الحياة حقاً كالغابة؟؟ أم هى تقليد جرى على جميع الكائنات؟؟؟))

الاثنين، 8 أغسطس 2011

من زمان..

حين كنا صغاراً..


اعتدنا أنا وأخى أن نرتدى ثياباً جديدة فى العيد...

وبعد الصلاة، تأتى مرحلة كنا نحبها كثيراً..

يخرج أبى حاملاً آلة التصوير الصغيرة، ثم يبدأ فى التقاط صور تذكارية لنا..

بالطبع لم تكن تلك العادة سوى تغيير بالنسبة لى..

خروج عن المألوف فى غير العيد..

والآن،، حين أنظر إلى تلك الصور..

أجد أنها تعنى أكثر من ذلك بكثير...

تعنى ذكرى رائعة ليوم جميل قضيناه..

تعنى عادة جميلة اعتدناها..

تعنى أياماً من الماضى ذكرناها..

حقاً، تعنى الكثير..

حينها أذكر ما كانت تعنيه لى فى الصغر...

فأتبسم بينى وبين نفسى..

( خروج عن المألوف) ..

ليس بالذى تعنيه حقاً...

الأحد، 7 أغسطس 2011

أحياناً..

أحياناً تدور فى دواخلى صراعات عجيبة..

صراعات لشد ما أمقتها وأعجب منها..

ولكننى أحياناً ما أقول،، هى صراعات ،، نعم..

ولكن لولاها لما شعرت بحياة تدب فى داخلى..

فلتكن إذاً الصراعات..

ولتكن الحياة..

عجباً!!

عجباً...

هى حياة،، نعم..

ولكن كيف يغفل البعض عن نهايتها..

كيف يظن البعض أنهم ماكثون..

وإن انتهت الحياة؟؟

عجباً..

فقد على بنى البشر كتب المنون..

فكيف يغفل عن نهايته إنسان؟؟

عجباً..

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

غريب....

غريب هو ذاك الشعور..

أن يشعر المرء رغم كل من حوله، وما حوله..

أنه وحيد..

وحيد فى كل شئ..

ليس بالضرورة أن يكون وحيداً من الناحية الوجودية..

بل أن يكون وحيداً فى فكره..

وحيداً فى اعتقاداته..

وحيداً فى نظرته لكل شئ...

حتى فى تعامله مع التقاليد..

شعور رهيب..

ألا يجد الإنسان من يشاركه فى ذلك..

أنه رغم كل المحيطين به..

وحيـــــــــــد...

الاثنين، 18 يوليو 2011

استرخوا يا رفاق!

مست أشعة الشمس الغاربة صفحة السماء الصافية..

وفى الجهة الأخرى ،،

ظهر البدر منيراً باسماً..

وحوله أتباعه من السحب الصغيرة المتناثرة هنا وهناك..

حينها، انطلقت الصغيرة من بيتها الكائن فى وسط الحى البعيد..

ناشدة رفاقها الصغار فى الجوار..

فما لبثت أن وجدتهم على مقربة،

وقد بدأوا اللعب دونها..

فرسمت على محياها الصغير علائم الجد والغضب..

ووقفت تؤنبهم على فعلتهم، أن سبقوها إلى اللعب!!

فابتسم رفاقها، وقالوا إنما هو تدريب على اللعب الصحيح!!

فما لبث أن عادت إلى وجهها الصغير الوضاء بسمات الفرحة والسعادة..

وأغمضت عينيها طالبة منهم أن يختبئوا حتى تعد إلى مائة..

واحد... اثنان ... عشرة..

دبابات العدو تقترب من الحى الهادئ..

والصغار يلعبون..

عشرون ... ثلاثون.. أربعون.. مائة..

فلما إن فتحت عينيها..

لم تجد أحداً..

بحثت طويلاً..

فلم تجد سوى الدماء والملابس المحترقة الملوثة..

التى عرفت فيها بصعوبة بقايا رفاقها المحبوبين..

انطلقت منها آهة ألم..

فاقت كل الصرخات المعروفة..

والدموع المذروفة..

وأغمضت عينيها قليلاً..

فرأت نفسها كبيرة، وهى تتقدم صفوف الجيش..

وعلى معصمها شارة القائد..

فقالت فى هدوء مرير..

( استرخوا يا رفاق..

سأنتقم..

فإما نصر يرعب العدى..

وإما شهادة يقر بها الصديق..

فلتسترخو!!)

ومن بعيد..

بدا لها القمر المنير..

باسماً راضياً..

هل ؟؟

أحياناً..
بينى وبين نفسى..
فى ظلمة الليل البهيم..
حين تخلد الكائنات إلى النوم فلا يبقى سوى صوت أنفاسها المترددة..
التى تجوب أرجاء الكون الفسيح..
أشعر بحزن أليم..
لا أدرى كنهه ولا مبعثه..
أعود إلى ماض مؤلم، كنت قد سعدت بنهايته، فإذا به قد عاد من جديد!!لم هذا الحزن؟؟
لدى الحياة..
ولدى أنفاس أرددها مع الكائنات..
أوليس هذا أدعى للسرور؟؟
لا أعلم..
ربما هو أدعى..
وربما هى كلمات أرددها..
لست أدرى!!

الأحد، 17 يوليو 2011

احتمالات !!

البلطجية منتشرين فى الأنحاء..

والنائب العام ليس سريعاً بما فيه الكفاية..

ومحاكمة الرئيس السابق لم تتم حتى الآن، وكمان تركوا له الفرصة ليهرب أمواله خارجاً..

والشرطة لم تتحسن كما ظننا..

ومحاكمات الفاسدين بطيئة وغير مرضية..


لماذا؟؟


يمكن مش واخدين بالهم؟؟

ممكن!!

أو يا عينى الشغل تقيل عليهم؟؟

جايز!!

خلينا متسامحين شوية، ونسيبلهم فرصة للمرة المليون!!!..

وحسبنا الله ونعم الوكيل..

الأربعاء، 13 يوليو 2011

نعم،، سيعودون..

ذات يوم..

جلست أرقب السماء الصافية..

وقد اصطبغت بحمرة خفيفة..

خلفتها شمس النهار الغاربة فيما وراء الأفق..

وبينما كنت أنظر..

وجدت سرباً من الطيور الصغيرة..

تعود إلى أعشاشها سعيدة تترنم..

حينها ذكرت إخوة لنا..

قد اضطرتهم ظروف قاسية إلى أن يهاجروا..

أن يتركوا بلدهم الحبيب..

وأرضهم التى عليها نشأوا..

إلى أرض غريبة ..

لم يعرفوا عنها قبلاً سوى اسمها العجيب..

دمعت عيناى، وأنا أتابع تلك الطيور الصغيرة...

ثم ما لبثت أن كفكفت دمعى..

ما هذا؟؟ لا داعى أبداً للبكاء..

هم سيعودون..

نعم، حتماً سيعودون..

كما تعود تلك الطيور الجميلة إلى أعشاشها..

أو كما تعود الشمس إلى أفقها بعد الغروب..

حينها، دموع ستذرف..

ولكن ما أشد اختلاف موقفها!!

حينها سيرددون..

ونردد معهم..

( وترجع الحمائم المهاجرة ،،

إلى السقوف الطاهرة،،

ويرجع الأطفال يلعبون،،

ويلتقى الآباء والبنون،

على رباك الزاهرة،،

يا بلدى،،

يا بلد السلام والزيتون..)

نعم،، سيعودون..

الاثنين، 4 يوليو 2011

نيلنا، والهرم...

تتدافع المياه العذبة الصافية.. فى مجرى النيل العظيم.. الممتد على مرمى البصر، السائر متبختراً بين الأشجار والشطآن...

وفوق صفحته الهادئة، تنزلق المراكب بيسر وسهولة ، حاملة راكبيها ممن أحبوا ذاك النهر المتدفق، فأقبلوا عليه يلتمسون منظراً فريداً يخلد فى الذهن..

ومن مكان بعيد، يطل بقمته الشامخة، ذاك الهرم الذى لم يكن فحسب مقبرة لفرعون قديم، بل صرحاً هائلاً، يشهد بقدرة مصمميه، ومهارة بنائيه.. يحكى تاريخاً حفل بأروع الأمجاد، وأجمل الذكريات...

بهذه الروائع وغبرها، تحفل مصرنا الجميلة..
تلك التى إن ذكر اسمها، ذكرت أصالة التاريخ، وعراقة الأصل..

واليوم، نشهد أحداثاً لا يسر بها من ترسب حب مصر فى قلبه وعقله ووجدانه...

نزاعات وفتن واضطرابات، ينشرها أتباع نظام قد ثار عليه الشعب، وحقق عليه نصراً مؤزراً..

ولكن، لا..

لن نفقد الأمل،،،

قطعاً لن تفشل ثورة هزت العالم، وجذبت أنظار الجميع..

إنما تلك النزاعات -التى تنشرها خفافيش الظلام-  مجرد محاولات يائسة، لنظام فى النزع الأخير...

حياة..!

أحياناً أمسك بقلمى وأوراقى، وأحاول عبثاً أن أكتب شيئاً، ورغم محاولاتى المضنية، إلا أننى كثيراً ما أفشل..

وفى بعض الأوقات، حين أعرض عن الكتابة لوهلة، أجد الأفكار تتدافع إلى مخيلتى، كل واحدة ترجو أن تظهر أولاً إلى النور..

فيا لها من حياة عجيبة!!

مقبلة حين ندبر، مدبرة حين الإقبال!!

الأحد، 3 يوليو 2011

يمضى الألم ويبقى الأمل
هذى سنة عمرنا والحياة

فيا من أصيب بنكبة اصبر
فما بعد الصبر إلا النجاة

فى قلوبنا..

ربما كنا خاملين
ربما كنا نائمين

لكنك بذهننا تعلقين
وإليك سنأتى ولو بعد حين

يا بلد فى قلوبنا تعيشين
وفى عقولنا تسكنين!!

حياة فى الممات..

تدوم الحياة بعد الممات؟؟
هكذا تساءل الصبى الساخر

قلت نعم, عندما يملأ ذاك
الفؤاد فيض العطاء الزاخر

فيبقى ذكرك بقيض الحياة
ولو كان جسدك فى الرمال غائر

السبت، 2 يوليو 2011

هل يعقل..؟؟؟

جلست وحيدة على شاطئ البحر القريب، أنظر إلى الموج وهو يداعب رمال الشاطئ البيضاء الجميلة..

كانت أمواج البحر تتحرك فى هدوء مسالم، كأنما بطبيعتها أدركت أنه لا يجمل بها أن تعكر الهدوء الرائق السائد فى المكان..

نظرت إلى تلك الأمواج ، ما أكثر ما تعبث بما فيها من قواقع ورمال، تماماً كما تعبث الحياة بمن فيها من بشر !!!

تنهدت فى سكون، وأنا أطلق بصرى ليجوب أرجاء المكان، محاولة أن استشف ما يدور وراء تلك الأمواج الجارية..

والتى يبدو أنها تخفى وراءها عالماً آخر، مختلف تماماً عن عالمنا الذى نعرفه..

ومن بعيد، خلف الأمواج اللازوردية..

بدأ قرص الشمس يعتلى صفحة السماء الصافية..

امتدت الأشعة الذهبية تداعب السحب المتناثرة هنا وهناك..

حينها، انطلقت الطيور من أعشاشها، مترنمة بذاك الصباح البهيج..

ما أجمل تلك الطبيعة الساحرة!!

لكأنى بى حين أتأمل فيها، أجد همومى وقد انزاحت..

وأحزانى وقد تبعثرت..

فلم يبق فى نفسى سوى صفاء ممتع،، تماماً كما السماء الرائعة..

فهل يعقل أن تتجه أيدى بعض الناس إلى تدميرها وتخريبها؟؟

ألا يرون أنها أثمن شئ فى الوجود..

إن لم تكن هى الوجود؟؟

واعجبى!!

حقاً.. قد عادت  براقش..

بعد مرور آلاف السنين..

لتجنى على نفسها من جديد!!

الخميس، 30 يونيو 2011

يوماً ما..

انطلق الصغير من بيته الكائن عند أطراف المدينة..

تلك المدينة التى عانت الكثير من ذاك الحصار الجائر..

حمل معه حقيبته الصغيرة، وسار بها خفيفاً نشيطاً..

لم يكن كما الجميع ينظر أمامه..

بل كان ينظر دوماً إلى الطريق الممتد، والمترامى على مرمى البصر..

ثم ما يلبث أن ينحنى قليلاً ليلتقط شيئاً صغيراً من على الأرض..

ثم يرفعه إلى عينيه ويبتسم فى رضا..

ولم يكن ذاك الشئ الصغير سوى رصاصة فارغة..

إذاً، فالصغير يجمع رصاصات فارغة !!!..

سار بهدوء، ينظر بين ركام الحجارة..

و أطلال المنازل المهدمة..

وهو يحمل تلك الحقيبة على ظهره..

لم يبد عليه الملل أو السأم..

بل كان بمرور الوقت، يزداد عزماً وتصميماً..

يظل طوال الوقت يجمع تلك الرصاصات المتناثرة هنا وهناك..

ثم يعود آخر اليوم، فيحفظها فى قبو المنزل..

امتدت يد تربت على كتفه الصغير..

التفت بخوف وفزع، ثم ما لبث أن ظهرت على وجهه ابتسامة جميلة..

( عدىّ، جميل أن أراك هنا،، ماذا فى الأمر؟؟)..

ابتسم صديقه الكبير وهو يقول: ( لا شئ، ماذا تفعل هنا؟)..

فتح الصغير حقيبته، وهو يريها لصديقه الذى انتشرت الدهشة على ملامح وجهه وهو يتساءل: ( رصاصات فارغة؟؟)

اكتست ملامح الصغير بالجد والوقار..

وامتلأت عيناه بالدموع وهو يقول: ( يوماً ما، سأملأها من جديد، وأردها أقوى وأشد على أولئك الذين سلبونا الأهل والأرض،،
يوماً ما، سأنتقم لنفسى ولأهلى، ولأرضى)..

ثم تنهد وهو يردد: ( سأفعل ذلك، يوماً ما.)..

الأربعاء، 29 يونيو 2011

قيل لى: لا تتدخل فى السياسة!!

ما هى السياسة؟؟

إن إدارة السيدة لشئون بيتها سياسة..

وتولى الواجبات فى العمل سياسة..

وإدارة المدارس والمنشآت سياسة..

البعض يقول: لا أعرف السياسة، فقط أريد دواء لنفسى، أو كساء لولدى، أو غذاء لأسرتى..

أليس واضحاً أنه إذا صلحت السياسة صلح حال البلد كله بما فيه تلك الخدمات؟؟

أليس جلياً أن السياسة هى فى كل ما فى يحيط بنا؟؟

فلم إذاً تلك الرهبة الهائلة التى أحاطت بذلك الاسم؟؟

هل يستحقون؟؟

لشد ما أعجب لما أراه اليوم حولى..
يناضل شعب نضالاً مريراً، ضد نظام فاسد.
فينال حرية وكرامة ظل لسنوات طوال يحلم بهما ويطمح إليهما..
فما إن نالهما، وانهزم الفساد، حتى ظهرت خفافيش الظلام من أعداء الكرامة والحرية، فأخذت تدمر وتخرب..

فهل هؤلاء يستحقون حرية ضحى لأجلها الكثيرون؟؟
هل يستحقون؟؟

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

وسيلة الغاية..

( الغاية تبرر الوسيلة)..

يا له من مثل تناقله الكثيرون دون وعى..

إذاً إن أحببت أن أكون عظيماً..

فما أسهل أن أكون وضيعاً خائناً ، أحقق آمالى على بقايا أحلام الآخرين!!.

رؤية العين..

ضحكة حملت كل معانى الحزن والألم.. تلك التى صدرت عنها، وهى جالسة تسترجع ماضيها البعيد..

تذكر صديقاتها اللاتى تركنها..

ورؤساءها الذين طردوها من العمل..

لمجرد أنها فقدت البصر..

ألا يدركون، ألا يعرفون أن فى القلب بصيرة أقوى من رؤية العين؟؟

ما أعجبهم من بشر!!!

الاثنين، 27 يونيو 2011

لا أستطيع..

لا، لا، لا، لا..

لا يمكننى،، لا أستطيع..

وأطاح بأقلامه وأوراقه بعيداً..

وهو يضع رأسه بين كفيه، كأنما ليخفيها عن العالم..

وأخذ يتنفس بصعوبة، وهو يحاول أن يخفى حزنه الهائل، وغضبه العظيم..

سمع من بعيد همس يأتيه..

كأنما من أغوار نفسه السحيقة المترامية..

( نعم،، أنت لا تستطيع،، ولكن، لا تستطيع ماذا؟؟

هناك من يقول: لا أستطيع فعل هذا أبداً،، لأنه فى داخله يشعر بفشله، حتى وإن حالفه النجاح..

وهناك من يقول: لا أستطيع،، لا أستطيع أن أدع الظروف تهزمنى،، سأقابلها أنا بما لدى..

بعقلى، وعلمى، وعملى ،وجدى..

فأىّ الناس أنت؟؟)

رفع رأسه بهدوء،، وأشرق وجهه بابتسامة مشرقة..

وهو يجمع ما تناثر هنا وهناك من أوراق وأقلام..

وجلس إلى مكتبه يعيد التنظيم..

نعم، لا أستطيع، تلك الظروف لن تهزمنى..

وإلا فلم العقل فى رأسى؟؟..

لماذا...؟؟

بكى بصمت وحرقة...

واندفعت عبراته تسيل..



وتنهد فى سكون، وهو ينظر هنا وهناك..

متى لى أن أخرج من هنا؟؟ وأجال النظر، وهو من وقت لآخر يمحو عبراته المتدافعة التى تحيل نفسه إلى جحيم من الحزن والبكاء...

متى لى أن أخرج من هنا؟؟ سؤال تردد فى عقله دوماً، وطالما فكر فيه ما شاء له الوقت أن يفكر،، دونما جواب شاف، يريح قلبه الحزين..

لم أفعل أبداً سوى ما يحب، لم أرتكب فى حقه خطأ، فلم يحبسنى هنا بعيداً عن نور الحياة؟؟

ولم يملك أن اندفع فى البكاء من جديد،، وشعر بنفسه تنسحب مع كل عبرة تذرف..

نور يدخل، وهواء يندفع، كأنما ليجفف فيض دموعه الغزيرة..

أحلم هو أم حقيقة؟؟

هناك من يفتح هذا المكان الموحش، ما أروع نسيم الحياة الذى يهب مداعباً!!

نظر من بين عبراته المتساقطة، تجاه النور الذى غمر المكان..

فوجد من كان يتوقعه يبتسم له فى فرح، ويقول:

( عذراً قلمى الحبيب، قد تخليت عنك؛ لأنطلق فى حياة لم أذق لها طعماً بدونك..

فلنعد معاً من جديد، وحين أنطلق فى الحياة مرة أخرى،، ستكون أنت أول من يأتى معى )..

الأحد، 26 يونيو 2011

خيال أم حقيقة..

خراب ودمار،، دماء وأشلاء،، هذا هو كل ما يحيط بى فى هذه البقعة النائية المقفرة..
يا لهول هذا المنظر الفظيع..
دماء هنا وهناك، وبقايا منازل مهدمة،، وثياب محترقة..
ماذا حدث هنا؟؟ واين أنا؟؟

ظللت أسير واسير،، إلى أين؟؟
لم أكن أدرى..
كنت فحسب أريد الهروب من هذا الجحيم البشع، لم أجد أثراً لأى كائن حى..
ما هذا المكان؟؟ أهو مدينة للأشباح؟؟ ربما..
ضحكت من هذا الخاطر.. حقاً، شر البلية ما يضحك..

أنا لا أدرى أخيال هذا أم حقيقة؟؟
جل ما أدريه أننى ظللت أسير وأسير..
هناك،، ألمح شيئاً يتنفس،، أخيراً وجدت شيئاً يحيا فى هذا المكان..،، ذهبت مسرعة صوب ذاك الشئ..
حمامة بيضاء وديعة، ولكن ما هذا؟؟ إنها مصابة بجرح بالغ، وتتنفس بصعوبة..
دثرتها بمنديلى، وحملتها بين يدىّ..
فنظرت إلى كأنما لتشكرنى، ثم ما لبثت أنفاسها الضعيفة أن ضاعت، وسط بحور من الدهشة العميقة والحزن الأليم الذى ينتابنى..
أى وحش قد يفعل هذا؟؟

وللمرة الألف، سألت نفسى بحيرة: أين أنا؟؟
وما من جواب..
وأجلت بصرى فى المكان، وهناك، فوق ربوة صغيرة، وجدت بقايا علم محترق..
دلنى على ماهية هذه الأرض..
ويا لها من أرض غالية مباركة..

حينها أدركت شيئاً واحداً..

أن هذا ليس خيالاً؛ فلا خيال بمثل هذه البشاعة..



الجمعة، 24 يونيو 2011

نداء للقمر

مدخل//
فى حين من الأحيان..

ينظر المرء خلفه,,

فلا يرى سوى سواداً قاتماً..

وليلاً غامضاً بهيماً..

و بقايا ذكريات بين أيام أليمة..
***************

جلست تحت ضوء القمر.. منذ متى؟ وإلى متى؟ لا أدرى, بل لعلى لا أهتم..

جلست تحت شجرة تناثرت أوراقها , كما تبعثرت أفكارى المشتتة.

ما أبشع هذه الحياة. أحياناً نظن أننا ملكنا السعادة , وفى لحظة واحدة يذهب كل شئ أدراج الرياح, فكأنه لم يكن سوى فى أحلام بعثرها الهواء..

نظرت إلى القمر, أنيسى الوحيد فى هذا المكان الموحش,, بل لعله أنيسى الوحيد فى حياتى المقفرة..

شكوت إليه, يا قمر, قد سئمتنى الحياة,,

قد نبذنى الناس..

أأنا سيئة إلى هذا الحد؟

أأنا كما يقولون أنانية لاأهتم ولا أبالى بغير نفسى؟؟

لطالما كنت أقول،، يوما ما سأكون مثلك،، أبعث إلى الحياة هالة من النور المشرق،،

فوجدتنى حتى لا أستطيع أن أطرد دياجير الظلام من دواخل نفسى المظلمة..

أترانى لا أستحق مثل هذا النور؟؟

حينها وجدت القمر ينظر إلىّ,, ابتسم معاتباً..

ماذا تقولين؟؟

لعل فى الحياة أناس كما تقولين,, ولكنهم كما أوراق الشجر فى الخريف.. سرعان ما يذهبون.. ويبقى أولئك الذين يستحقون الحياة.. أولئك الذين عمرت قلوبهم بالإيمان, وبالتضحية والإخلاص..

إنهم قابلتهم من الصعاب مثل ما تقولين أو لعله أبشع..

لكنهم تذرعوا بالأمل وتمسكوا بالدين,, ووثقوا فى رحمة الله..

فهم يعرفون أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون..

لعلك لا تدركين أن ذاك النور إنما خلق لكل كائن..

بشراً كان أم حجراً..

نهراً كان أم قمراً..

لكن،، لا يناله سوى ذاك الذى طالما وثق من وجوده فى أرجاء قلبه..

فى ممرات عقله الخفية.. حتى عليه..

حينها, شعرت بالحياة تدب فى أوصالى اليائسة..

حقاً إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون..

فنظرت إلى القمر مبتسمة..

أعدك أننى لن أعود لمثل ما قلت,, لن أشعر باليأس ..

بل سيكون هناك الأمل.. والأمل فحسب...

حينها ابتسم القمر وابتسمت معه..

وعدت إلى دروب الحياة.. لأحقق ما وعدت به هذا القمر الرائع الجميل

مخرج//

ربما فى بعض الأحيان..

تظلم الدنيا فى وجه المرء..

ولكن قليلين هم من يقولون..

قد أظلمت عيناى وليست الدنيا..

وسوف أعيد النور إليهما..

ليرجع المرء ينظر خلفه،،

فيرى أروع ما يحب..

النـــــــــــور..

حين تشتاق إليهما..

انحنى شاب مديد القامة، ارتسمت على وجهه ملامح التعب والإجهاد، وقد ارتدى زى الأطباء ، على أحد الجرحى فى المستشفى الميدانى الصغير فى ميدان التحرير، كان الجريح مصاباً بشدة، فقد أصيب برصاصة أفقدته إحدى عينيه، ثم خرجت من مؤخرة رأسه تاركة إيه مهشماً تقريباً..
أخذ الطبيب يحاول علاج جروحه المتعددة، وقد ارتسمت على وجهه ملامح الحزن والإشفاق، فما كان الجريح سوى طفل صغير، لا يكاد يتجاوز الحادية عشرة من عمره، ورغم جروحه المؤلمة، فإن الصغير لم تبد عليه أية سمة من سمات الألم والمعاناة..
كان دائم النظر إلى السقف، يتمتم فى بعض الأحيان بكلمات غير مفهومة ثم يبتسم،، ولم يكن يخرج من حالته تلك إلا لينظر إلى ذاك الطبيب الشاب المدعو ( عصام) والذى أخذ يحاول معالجته جاهداً، فيبتسم له، ويحرك شفتيه الجافتين بكلمة شكر له..

وكان الطبيب يشعر بالدهشة من تلك الحالة التى كان الصغير عليها،
-" هل لى أن أسألك سؤالاً؟" قال عصام ذلك..
- " بالطبع يا دكتور عصام، تفضل "
- " لماذا أنت دائم النظر إلى السقف هكذا؟"
" دعنى أخبرك بقصتى وسوف تدرك السبب"
- " كلى آذان مصغية"
- تنهد الصغير وبدأ قصته المؤلمة: " أنا من أسرة مصرية عادية، كنت أعيش مع والدىّ وأخى الأكبر فى بيت صغير، وكأى أسرة، كنا نعانى من الفساد الجاثم على صدورنا منذ ثلاثة عقود، فما إن اندلعت شرارة الثورة حتى كنا معاً من أوائل من شاركوا فيها، كنا ننزل يومياً إلى ميدان التحرير، فنشعر أن مصر بعثت من جديد، لكى تنقذ أبناءها من أولئك الطغاة، بعد أن ظن الجميع أنها لن تعود..
كانت أسعد لحظات حياتى حين أجلس مع الجميع فى ميدان التحرير فنطالب بمطالبنا العادلة..
حتى كان يوم الجمعة التى اصطلح الجميع على تسميتها ( جمعة الغضب)، وكما تعرف، فقد عمّ الاضطراب جميع الأنحاء فى ذلك اليوم، واعتقل وقتل الكثيرون، وأصيب الأكثر..

كنت واقفاً مع أسرتى بين المتظاهرين، كنا ندافع عن أنفسنا بكل ما تصل إليه أيدينا من حجارة هدمتها مدافع الشرطة الجائرة،، وبينما نحن كذلك،، إذا بى أجد أخى الأكبر يندفع نحوى، ثم يسقط على الأرض جاذباً إياى معه،، وعندما فتحت عينىّ، صرخت من هول الصدمة، وإنى ما زلت أرتعد هولاً وحزناً كلما تذكرت ذاك المشهد، فعلى مرمى بصرى، رأيت أبوىّ الحبيبن وقد اصيبا بطلقات نارية،، لم أتحمل المنظر، فأخذت أبكى بكاء مراً ، ولكن أخى احتضننى،برفق قائلاً:" ثق أخى الحبيب بأنهما لن يفارقانا، نحن عائلة، والعائلة تعنى ألا ننسى أحداً منا ، وألا يفارق بعضنا بعضاً، حتى وإن تعذرت الرؤية،، حين تشتاق إليهما، فانظر إلى السماء ، وتأكد أنهما موجودان، وأنهما فخوران بك، والآن هيا لنبتعد، فالمكان ليس آمناً هنا"
أخذت أجر قدمى جراً، وأغلب ظنى أننى ما كنت لأنصرف بعيداً عن أبوىّ لولا وجود أخى الحبيب إلى جانبى، وبعد الجرى الطويل، وقفنا نلتقط أنفاسنا اللاهثة، فإذا بنا نجد بعضاً من رجال الأمن وقد هجموا علينا رغبة فى اعتقالنا، صرخ أخى فىّ قائلاً"  اهرب يا علاء، اهرب، واجعلنا نفخر بك"
كنت أشعر بالذعر لدرجة لم أتمكن معها سوى من تنفيذ الأمر، فأطلقت ساقى للريح وأنا أنظر خلفى بين الفينة والأخرى، فوجدت أخى يحاول تعطيلهم عن اللحاق بى، ومنذ ذلك الحين، لم أر أخى الحبيب ولم أسمع عنه خبرا..

امتلأت نفسى حزنا وغما، وشعرت أننى وحيد فى هذه الدنيا، حينها رنّ فى أذنىّ صوت أخى الحنون ( نحن عائلة، والعائلة تعنى ألا ننسى أحدا منا، وألا يفارق بعضنا بعضاً وحتى إن تعذرت الرؤية) حينها عدت إلى الميدان، وانضممت إلى المتظاهرين، وشعرت بنفسى تعود إلىّ من جديد، وبينما أنا هناك، إذا بطلقات عنيفة تنهال علينا، وكأنما السماء فتحت طاقتها فانهمر المطر غزيراً، لم أستطع أن أتصرف، فقد ألجم عقلى من المفاجأة، فلم أشعر إلا وشئ يندفع فى عينى ثم يخرج من الخلف تاركنى وراءه فى حالة يرثى لها وأنا أنظر إلى الأشياء بعين واحدة ما لبثت أن أغمضت حين فقدت الرشد، وعندما استيقظت وجدتنى هنا، وأنت تعرف الباقى..

نظر إليه الدكتور بحنان، فوجده قد أغمض عينه السليمة، وتتابعت أنفاسه فى صدره وكأنما قد بذل آخر جهده للإفضاء بهذا الحديث،، فربت على كتفه وهو يغالب دموعه وقال له :" لا عليك يا صغيرى، لن ترى منذ اليوم إلا ما يسعدك ، لقد تنحى الرئيس والأفراح تعم البلاد، ..
وما إن أتم جملته حتى أتت إحدى الممرضات وقالت:" إن شخصاً يدعى أحمد يسأل عن علاء الصغير"..
فتح علاء عينه وهتف بشوق :" أحمد، أخى أحمد"..
فسمع أخوه هذا النداء، وانطلق إليه غير عابئ بالجروح المؤلمة التى أصيب بها فى جسده..

وكان اللقاء بينهما مملوءاً بأروع المشاعر السعيدة والحزينة معاً،، فكانت دموعهما تسيل وهما يضحكان، وقال أحمد :" لقد نجحنا يا علاء، لقد تحررنا أخيراً، الآن يفخر بنا والدانا"
نظر علاء إلى السقف من جديد، وابتسم، ثم قال :" أخيراً أشعر أننى فى بلدى من جديد، وأن شيئاً لن يضايقنا بعد الآن"..

ثم خرج يتساند إلى أخيه ،، إلى حيث الأفراح والبهجة التى عمت جميع الأنحاء، احتفالاً بذلك النصر العظيم

حينما تغرب الشمس..



أشرقت الشمس, فوق قبة ذاك البساط اللازوردى الجميل, فى تلك المدينة الفلسطينية الصغيرة, الواقعة قريباً من البحر المتوسط. وما إن أشرقت حتى انطلقت الطيور من أوكارها, والعصافير من أعشاشها مترنمة بذاك الصباح البهيج, وبتلك الشمس الجميلة, التى أضفت على الحقول فى الأسفل أشعتها الذهبية كاللؤلؤ المنثور..

وفى بيت صغير جميل على جانب الحقول, استيقظ (كفاح) الصغير, وانطلق إلى أمه يحييها, وبعد إفطار سعيد, انطلق إلى الحقول كما عادته, ليلهو مع رفقائه الصغار فى الجوار ( آمال ومحمود وربحى)..

فى تلك الحقول الهادئة, لعبوا معاً ما طاب لهم اللعب, فانطلقوا وراء الفراشات إلى عنان السماء, ووراء العصافير إلى منتهى البصر..
ضحك ( كفاح) من ذاك المنظر البهيج, وشاركه رفقاؤه الصغار ضحكه البرئ..


ولكن, يبدو أن هناك من أغضبه ضحك (كفاح), وسعادة رفقائه, هناك من أغضبه أن يحيوا حياة سعيدة كما باقى الصغار فى العالم..
فسقط شئ رهيب من السماء, مخلفاً وراءه صوتاً قوياً, وهبط ذاك الشئ بالقرب من دار (كفاح), فانتفض من فراشه خائفاً مذعوراً, وانطلق إلى أمه يحتمى بها من ذاك الشئ المجهول..

وبعد فترة, هدأ الوضع, ( أماه إننى جائع) كانت تلك كلمات كفاح الصغير, فشعرت الأم بقبضة من الحزن الأليم تعتصرها؛ إذ لم يكن لديها فى الدار ما يطفئ جوع النملة..

ولكنها تمالكت نفسها, وقالت بصوتها الحنون: " كفاح, أحب أن أخبرك شيئاً, أى بنى الحبيب, اعلم أنه حينما تغرب الشمس, فهناك شمس ستشرق عما قريب, عندما ينهدم البيت, فثق أن قصراً منيفاً سيبنى عما قريب, حين يعتدى احدهم على أرضك, فاعلم أنك يوماً ما سوف تسترد كل شبر منها, ولو حتى بعد حين,وليس المهم من يضحك أولاً, فمن يضحك أخيراً يضحك كثيراً, واعلم يا بنى أن لك رباً قادراً على كل شئ, ومطلعاً على كل شئ, وثق بأن أحداً لن يلومك إذا ما طالبت بحقك وسعيت خلفه؛ فالعين بالعين, والسن بالسن, والبادئ أظلم"..

أنهت الأم حديثها المشحون بالأمل والقوة, فنظر إليها صغيرها باسماً وقال :" صدقت يا أماه, والله ما قنطت من رحمة الله قط, وما ضاعت ثقتى بعلمه وقدرته قط"..

وما إن انهى حديثه, حتى عاود ذاك الشئ هجومه الرهيب, محدثاً صوتاً شعر به كفاح يتغلغل فى أعماقه, ويهز كيانه كله, شعر بأذنيه تنفجران, ولم يتمكن من التحمل, فصرخ صرخة داوية, ارتمى فى حضن أمه خائفاً فزعاً, وشعر كفاح بالبيت يهتز, وبانفجار رهيب فى الجوار, لم يدر كنهه ولا أثره, وما إن هدأ الوضع حتى انطلق إلى الخارج يستطلع ما حدث..

وما إن خطا خطوة خارجاً, حتى هاله ما رأى, فهناك ليس ببعيد عنه, وجد بيت رفيقه (عدىّ) مهدماً, قد تبعثرت محتوياته, وتحطمت جوانبه..

فانطلق إلى هناك يبحث عن رفيقه المحبوب, وما إن وصل إلى تلك الأطلال, حتى رأى صديقه الصغير ملقى على الأرض, وإلى جواره إخوته ووالديه, قد ماتوا جميعاً, واصطبغت الأرض من حولهم بالحمرة القانية, وفيما هو يعانى هول الصدمة, عاود الصهيونيون هجومهم العنيف, وأطلقوا قنابلهم المخيفة على الكثير من البيوت..

فجرى كفاح عائداً إلى بيته الصغير ليطمئن على أهله..

وقبل أن يصل بقليل, أصابته رصاصة فى ساقه, فتهاوى على الأرض متألماً, شعر بساقه تحترق, وبتلك الرصاصة تمزقها بلا هوادة, مخلفة وراءها ألماً رهيباً لا يطاق, ولكنه تحامل على نفسه, واستكمل طريقه إلى منزله..

وهناك, ليس ببعيد عن مقصده, وجد بيته تماماً كما كان بيت (عدىّ), مهدماً قد استحال أنقاضاً, فأسرع إليه, وهناك رأى أمه ممدة على الأرض, وقد فارقتها الحياة, وإلى جانبها إخوته الأحباء..

أهؤلاء هم أهله الأحباب الراقدون هناك بين التراب والدم؟؟ أهذا هو بيته الذى طالما حفل بالحياة ونبض بالسرور؟؟

شعر كفاح بشعور غريب يجتاحه, هو مزيج من الخوف والألم والغضب والثورة, هو خليط من الحزن والضياع والتمرد على الواقع..

ولكن, وفى داخله, انبعث صوت والدته الحنون يكرر على مسامعه:" حينما ينهدم البيت ,فثق أن قصراً منيفاً سيبنى عما قريب, حين يعتدى أحدهم على أرضك, فاعلم أن يوماً, وهو ليس ببعيد, سوف تسترد كل شبر منها"..

فثارت نفسه, وأقسم بكل ما بقى فى جسده الضئيل من قوة أنه فى يوم قريب سوف ينتقم لأهله وإخوته, ولعدىّ وأهله, ولكل فلسطينى على أرض الوطن الحبيب..

وبين الحطام, وجد كفاح لوحة صغيرة, كانت معلقة على جدار البيت, وطالما قضى الوقت أمامها يتدرب على قراءتها وحفظها, فأخذها ونظر إليها وقد اغرورقت عيناه بالدموع..

ومن بين عبراته المتساقطة, أخذ يقرأ ما كتب على اللوحة..
"
والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون"..


وبعيداً, فوق المنازل المهدمة, والأنقاض المبعثرة, اصطبغت السماء بحمرة قانية, خلفتها تلك الشمس الغاربة, حمرة لشد ما كانت تشبه تلك التى اصطبغت بها الأرض فى الأسفل, وكأنما السماء تشارك هذه المنطقة هول الفاجعة,, وتردد مع الأهل:
" هناك شمس ستشرق, حينما تغرب الشمس